للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال الإمام فخرُ الدِّين (١): أو سَمَّى المدينة بالإيمانِ؛ لأنَّه ظَهَر مِنْها (٢).

وقيل: هَذا من بابِ قَوْله:

متَقَلِّدًا سَيْفًا ورُمْحًا (٣)

ومِنْهُ قولُه تعالى: {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ} (٤) أي: وَادْعُوا شُرَكاءكم (٥).

وقيل: جَعَلَ تَمَكُّنَ الإيمانِ مِنْهُم واستقْرَارَهُ فِيهِم كأنَّ ذلِكَ مكان، كما قال سلمان (٦): أنا ابْنُ الإسلام.

وقال القُرْطُبِيُّ (٧): يَجُوزُ أَنْ يَكُون تبوُّءُ الإيمانِ على طريقِ المثل، كما يُقَالُ: تَبَوَّأ مِنْ بني فلان الصَّمِيم. والتَّبَوُّءُ: التَّمَكّنُ والاستِقْرَارُ (٨).


(١) هو محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن التميمي البكري، فخر الدين أبو عبد الله، الطبرستاني الأصل، الرازي المولد، عالم متبحر فاق أهل زمانه في علم الكلام، له مصنفات كثيرة. توفي سنة ٦٠٦ هـ. وفيات الأعيان ٤/ ٢٤٨، الوافي بالوفيات ٤/ ٢٤٨.
(٢) تفسير الفخر الرازي ٢٩/ ٢٨٨.
(٣) (متقلدًا سيفًا ورمحًا) عجز بيت وصدره: (يا ليت زوجك قد غدا)
والبيت - بلا نسبة - في الخصائص لابن جنّي ٢/ ٤٣١، أمالي المرتضى ١/ ١٥٤، شرح المفصل لابن يعيش ٢/ ٥٠.
(٤) سورة (يونس) آية رقم: ٧١.
(٥) تفسير القرطبي ١٨/ ٢١.
(٦) أي: سلمان الفارسي. سير أعلام النبلاء ١/ ٥٠٥، الإصابة ٤/ ٢٢٣.
(٧) هو محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرج الأنصاري الخزرجي الأندلسي، من كبار المفسرين من أهل قرطبة، له مصنفات عدّة أشهرها تفسير للقرآن المسمى جامع أحكام القرآن، ويشار إليه اختصارًا باسم تفسير القرطبي. توفي سنة ٦٧١ هـ. الوافي بالوفيات ٢/ ١٢٢، نفح الطيب ١/ ٢١٠.
(٨) تفسير القرطبي ١٨/ ٢١.