للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ في أهْلِهِ … والمَوْتُ أدنى من شِرَاك نَعْلِهِ

وكان بلالٌ - رضي اللّه عنه - إذا أقلع يَرْفَعُ عَقِيرتَهُ وَيَقُولُ:

ألا لَيْتَ شعري هَلْ أبِيتنَّ لَيْلَةً … بوادٍ وحوليَ إذْخِرٌ وجَلِيلُ

وَهَلْ أَرِدَنْ يَومًا مياه مَجَنَّةٍ؟ … وهل يَبْدُوَنَّ لي شامَةٌ وطَفيلُ (١)

قالت عائِشَة - رضي اللّه عنها -: فجِئْتُ رَسُول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلَّم - فَأَخْبَرْتُه، فقال: "اللَّهُمَّ حَبِّب إلَيْنَا المدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أو أشدَّ، اللهُمَّ وصَحِّحْها وبارِكْ لنا في مُدِّها وصالحها، وانْقُل حُمَّاها فاجْعَلْها بالجُحْفَةِ (٢) " (٣).

قال مالِك رَحْمَةُ الله عليه، وكان عامر بن فُهَيْرَة - رضي اللّه عنه - يَقُول:

كُلُّ امْرِئٍ مُقَاتِلٌ بِطَوْقِهِ … قَدْ ذُقْتُ طَعْمَ المَوْتِ قَبْلَ ذَوْقِهِ

إنَّ الجَبانَ حَتْفُهُ مِنْ فَوْقِهِ … كالثَّوْرِ يَحْمي جِلْدَهُ بِرَوْقِهِ (٤)

وفي لَفْظٍ مِن عِنْدِ الزُّبير بن بكَّار، لمَّا قَدِمَ - صلى الله عليه وسلم - وُعِكَ أَصْحَابُهُ فَخَرجَ يَعُودُ أبا بكْرٍ - رضي اللّه عَنْهُ - فوجَدَهُ يَهْجُرُ فقالَ: يا رَسُول الله:


(١) الأبيات في البخاري حديث رقم (١٨٨٩)، ومسلم في كتاب الحج (٨٦)، و (الموطأ) (٨٩٠). ومَجنَّة: بلد على أميال من مكة. وقال الأصمعي: مَجنَّة: جبل لبني الدؤل خاصة بتهامة بجنب طفيل. معجم البلدان ٥/ ٥٩ و ٣/ ٣١٥.
وذكر الأستاذ البلادي: أن مَجنَّة هي بحرة، البلدة المعروفة بين مكة وجدة. معجم معالم الحجاز ٥/ ١٠ - ٢٣٢. وشامة وطفيل: جبلان قرب مكة.
(٢) الجُحْفَة: موضعٌ بين مكة والمدينة وهي ميقات أهل الشام، تبعد ٢٢ كلم جنوب شرق مدينة رابغ. معجم معالم الحجاز ٢/ ١٢٢ - ١٢٦.
(٣) أخرجه البخاري، في فضائل المدينة، باب كراهية النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تعرى المدينة، رقم: ١٨٨٩، ٤/ ١١٩، ومسلم، مختصرًا، في الحج، باب الترغيب في سكنى المدينة والصبر على لأوائها، رقم: ١٣٧٦، ٢/ ١٠٠٣، ومالك، في الجامع، باب ما جاء في وباء المدينة، رقم: ١٤، ٢/ ٨٩٠ - ٨٩١.
(٤) الإصابة ٢/ ٢٤٧، مع اختلاف الترتيب.