للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

على هذا اللطف بِأَعْظُمِها الشَّرِيفة مَجْبُورة.

الحَبِيبةُ والمُحَبَّةُ والمُحَبَّبَةُ والمَحْبُوبَةُ: هذه الأسماءُ الأرْبَعَةُ من وادٍ واحدٍ، والحُبُّ والحُبَابُ بضمِّهِما الوِدَاد:

[متى] أَلْقَ زِنْباعَ بْنَ رَوْحٍ بِبَلْدَةٍ … ليَ النِّصْفُ مِنْهُ يَقْرَع السِّنَّ مِنْ نَدَم (١)

قُلْتُ: ولا على غير بيتين فيما ذكرهُ الزَّمَخْشَرِي (٢) وَهُما:

تلكم قُرَيْشٌ تمناني لِتَقْتلَني … فلا وَرَبِّكَ ما بَرُّوا ولا ظَفِرُوا

فإن هَلَكْت فرَهْنٌ ذِمَّتِي لَهُمُ … بذات رَوْمَين لا يعفو لها أَثِرُ (٣)

والحِبُّ والحِبَاب، بِكَسْرِهما: المَحَبَّةُ والوِدَاد، يُقَالُ: أحَبَّهُ فهُوَ مَحْبُوبٌ، على غَيْرِ قياسٍ، ومُحَبٌّ على القِياسِ لكنَّهُ شاذٌّ. وحبَبْتُهُ أَحِبُّهُ (٤) أَشَدُّ، وَأَحْبَبْتُه واسْتَحْبَبْتُه بِمَعْنَى (٥). وحَبَّبَهُ إليَّ: جعلني أُحِبُّهُ. والحَبيبُ: المُحِبُّ، والحبيب أيضًا، والحُبَابُ بالضَّمِّ، والحِبُّ بالكَسْرِ: المَحْبُوَبُ. والحِبَّةُ بالكَسْرِ: الحَبِيبَةُ.

سُمِّيَتْ بِهَذه الأسْماء لِقَوْلِ رَسُولِ - صلّى اللّه عليه وسلَّم - فيما رُوِّيناهُ مِن عندِ البخاري ومسلم في صحيحيهما والإمام مالك في مُوَطَّئِه عن عائِشَةَ - رضي اللّه عنها - قالت: لما قَدِمَ النَّبِيُّ - صلّى اللّه عليه وسلَّم - وُعِكَ أبو بَكْرٍ وبلال - رضي اللّه عَنْهُما -، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِما فقالت: يا ابن كَيْفَ تَجدُك؟ و [يا] بلال كيف تَجِدُك؟ قالت: فكان أبو بكر - رضي اللّه عَنْهُ - إذا أخَذَتْهُ الحُمَّى يَقُول:


(١) البيت منسوب لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كما في اللسان (قرع) ٨/ ٢٦٤.
(٢) الفائق ٢/ ٩١ (روح).
(٣) في الأصل: فإن هلكت فرهن ذمتي لهم … بدار ودفني لا يعفى لها أثر
والمثبت من الزمخشري، ولم أعرف المقصود من إيراد المؤلف لهذه الأبيات الثلاثة.
(٤) القاموس (حبب) ص ٧٠.
(٥) (فعلت وأفعلت) للزجاج ص ٢٣.