للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أي يكمل لهم جزاءهم.

سميت المدينة مُوَفِّيَةً لأنها وفت حق الواردين وأحسنت نزل الوافدين والقاصدين، طعامها يكفي منه القليل، شرابُها يَحكي السلسبيل، تُرابها شفاء السقام، غبارها ينفي الجذام، نقيعها يسيل إلى كل روض كريم، بقيعها يفضي إلى جنات النعيم، .... (١)، ذو محيا وسيم، عقيقها يحيي النفوس بطيب النسيم، مسجدها تضاعف فيه الصلوات، روضتها أشرف روضات الجنات، أحوالها محفوفة باللطف والارتفاق، لايحب أهلها إلا ذو إيمان، ولا يبغض أهلها إلا ذو نفاق، آبارها أطيب أنهار الدنيا شرابًا، وأقطارها (٢) أعظم بلاد العالم ترابًا، وهي آخر قُرى الإسلام خرابًا، وأي بلدة تحلّت بهذه الأوصاف فقد وفت للتمدن والتمهر حقوقه، وصارت باسم الموفية من دون سائر المدن خليقة محفوفة (٣).

الناجية: هذا الاسم ذكره ياقوت الحموي في المعجم الكبير (٤)، وهو من قولهم نجا نجوًا، ونجاءً ونجاءةً ونجايةً ونجاةً واستنجى، كل ذلك إذا خلص، وأنجاه الله ونجَّاه: خلّصه واستنجى منه حاجته وتنجاها منه: خلصها.

أو من نجا: أسرع. وناقة ناج، ونجية وناجية، أي: سريعة. وأنجت السحابة: ولّت مسرعة (٥).


(١) كلمة غير واضحة.
(٢) أقطارها: نواحيها. القاموس (قطر) ص ٤٦٣.
(٣) زاد السمهودي في أسماء المدينة ممَّا أوله حرف الميم: (المحرمة، مسجد الأقصى، مضجع الرسول، المقر، المكَّتان، المكينة، مهاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) وفاء الوفا ٢٢/ ١ - ٢٥.
(٤) معجم البلدان ٥/ ٨٣.
(٥) القاموس (نجا) ص ١٣٣٧.