للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أو من نجاه نجوًا، ونجوى وناجاه: إذا سَارَّه. والنجوى: السر، وكذا النجا، وانتجاه: خصَّه بسراره.

أو من النجوة، وهي العالية المرتفعة من الأرض، وكذلك النجا والمنجى.

فسميت مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناجية إما لنجاتها من العتاة والبغاة، وخلاصها وانفرادها عن التخلص من مخاليف الأوباء والطواعين من بين سائر البلدان، واختصاصها وتميُّزها بالتقلب عن أوحال الدجال بحكم النصوص الحاكمة بانتصاصها (١).

وإما من نَجَا: أسرع، لسرعتها إلى الخيرات وابتدارها، وبسبقها إلى حيازة السبق من بين بلدان الدنيا وأمصارها وحرامها في جليات العليات على سائر القرى وبدارها.

وإما لإلطافها إلى قاطنيها بحسن سرارها ويُمنِ أسرارها، فإن المسَارَّةَ تشعر بمصادقة المسارين وصفاء أسرارها.

أو من النجوة، لارتفاع شأنها، وعلو مقدارها وسموها وصعودها في مراقي التراقي إلى ذرى أقدارها، وافتخارها على سائر البقاع بشرف جارها، وطيب نجارها، كما أمرت في الوحي الرباني أن تعلُوَ على أجاجير القرى تعالي إجارها، فهي بالمعالي حاجية (٢)، وأهلها لخيراتها راجية، وهي لهم إليها راجية.

النَّجْرُ: هذا علم لأرض المدينة، وعلم لأرض مكة (٣). والنجر في اللغة


(١) انتصاصها: ارتفاعها. القاموس (نصّ) ص ٦٣٣.
(٢) حاجية: أي مقيمة. القاموس (حجا) ص ١٢٧٣.
(٣) القاموس (نجر) ص ٤٧٩، الصحاح (نجر) ٢/ ٨٢٣، اللسان (نجر) ٥/ ١٩٥.