للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ـ وعن أمِّ سَلَمَة رَضِيَ اللَّه عَنْها قالت: إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إنَّ قوَائِمَ مِنْبَرِي هذا رَوَاتِبُ (١) في الجنَّةِ».

أخرجه النسائي (٢).

ـ وعن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ بَعْضِ نِسَائِهِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى قَالَ فَأَخَذَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَفًّا مِنْ حَصْبَاءَ فَضَرَبَ بِهِ الأرْضَ ثُمَّ قَالَ: «هُوَ مَسْجِدُكُمْ هَذَا». لِمَسْجِدِ الْمَدِينَةِ (٣).

أخرجه مسلم.

فَضلهُ من مَسَاجدِ الأنبياءِ قبلَهُ بدليلِ قولِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَإِنِّي آخِرُ الأنْبِيَاءِ وَمَسْجِدِي آخِرُ الْمَسَاجِدِ» (٤)، ولا مَسْجِدَ قبل مَسْجِدِهِ تَتَعيُن الفَضِيلَةُ بعلمِهَا سِوَى الْمَسْجِد الحرام إلا مسجد بَيتِ المقدسِ، فَتَكونُ صَلاةٌ بمَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بألفِ صَلاةٍ ببَيْتِ المقدسِ، وبألفِ ألفِ صَلاةٍ في غيِر بَيتِ المقدسِ من مَسَاجدِ الأنبياءِ قبلَهُ، فاعلَمْ ذلك فإنهُ من الفَوَائِدِ الجليلَةِ التي (٥) تُضرَبُ إليها أَكبادُ الإبِلِ، والله أعلم.


(١) قال ابن الأثير: الرواتب: جمع راتب، وهي الشيء الثابت المقيم. جامع الأصول ٩/ ٣٣٠.
(٢) أخرجه الحميدي في مسنده ١/ ١٣٩، والنسائي في المساجد، باب فضل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة فيه رقم: ٦٩٦، ٢/ ٣٥، والجندي في فضائل المدينة، رقم: ٥٣، وأبو نعيم في الحلية ٧/ ٢٤٨. وفي أوله: «مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ». وإسناده صحيح.
(٣) أخرجه مسلم، في الحج، باب بيان أن المسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد النبيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة، رقم: ١٣٩٨، ٢/ ١٠١٥.
(٤) من حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، وهو حديث متفق عليه، تقدم تخريجه في مطلع هذا الباب.
(٥) في الأصل: (الذي).