للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أُسْطوانةِ التوبةِ: كان أكثر نَافلةِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليها (١).

ـ قيل وكانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا اعتَكَفَ في رَمَضَان طَرَحَ فِرَاشَهُ، وَوُضِعَ لهُ سَريرٌ وَرَاءَ أُسْطوانَةِ التوبَةِ (٢).

ـ وعن يَزيد مَولَى سَلَمَة بن الأَكوعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أنهُ كَانَ يَأتي مَعَ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى سُبْحَةِ الضُّحَى فَيَعْمِدُ إِلَى الأُسْطُوَانِ دُونَ الْمُصْحَفِ فَيُصَلِّي قَرِيبًا مِنْهَا فَأَقُولُ لا تُصَلِّ هَا هُنَا وَأُشِيرُ إِلَى بَعْضِ نَوَاحِي الْمَسْجِدِ فَيَقُولُ إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى هَذَا الْمقَامَ وَكَانَ إذا صَلَّى الصُّبحَ انصَرَفَ إليهَا وَقَدْ سَبَقَهُ إليهَا الضُّعَفَاءُ والْمَسَاكِينُ وأَهلُ الضُّرِّ وَضِيفَانُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والْمُؤَلَّفَةُ قُلُوبهُم وَمَنْ لا مَبِيتَ لَهُمْ إلا المسجِدَ وَقَد تَحَلَّقُوا حَولَهَا حِلَقَاً بَعضُهَا دونَ بَعضٍ، فَيَنْصَرِفُ إليهِمْ مِنْ مُصَلاَّهُ مِنَ الصُّبحِ فيَتلوَ عَليهم مَا أَنزلَ الله تَعالى عَليهِ مِنْ لَيْلَتِهِ وَيُحَدِّثُهُم وَيُحَدِّثُونَهُ حَتى إذا طَلَعَتِ الشَّمْسُ جَاءَ أَهلُ الطَّوْلِ وَالشَّرَفِ والغِنَى فَلم يَجِدُوا إليهِ مَخْلَصَاً فَتَاقَتْ أَنْفُسُهُم إليهِ وَتَاقَت نَفسُهُ إليهم فَأنزلَ الله عَزَّ وَجَلَّ: {وَاصبرْ نَفْسَكَ مَعَ الذينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بالغَدَاةِ وَ العَشيّ /١٥٦


(١) رواه الزبير بن بكار، عن ابن زبالة. (ذكره ابن النجار في الدرة ١٤٦، والسمهودي في الوفاء ٢/ ٤٤٤).
(٢) عن نافع، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّه عَنْهمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ قَالَ نَافِعٌ وَقَدْ أَرَانِي عَبْدُ اللَّهِ رَضِي اللَّه عَنْهم الْمَكَانَ الَّذِي كَانَ يَعْتَكِفُ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَسْجِدِ.
أخرجه مسلم، في الاعتكاف، باب اعتكاف العشر الأواخر من رمضان، رقم: ١١٧١،٢/ ٨٣٠.
ورواه ابن ماجه من وجه آخر: عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا اعتكف طُرِحَ له فراشه أو يُوضَعُ له سَريره وراء أسطوانة التوبة.
أخرجه ابن ماجه في الصيام، باب في المعتكف يلزم مكاناً في المسجد، رقم: ١٧٧٤، ١/ ٥٦٤. قال البوصيري في الزوائد: إسناده صحيح، ورجاله موثقون.