للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يُرِيدُونَ وَجهَهُ} (١) إلى مُنتهى الآيتين (٢).

ـ وروي عن مُحَمَّد بْن كَعْبٍ الْقُرَظِي قال: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يُصلي نَوَافِلَهُ إلى أُسطوانةِ التوبَةِ (٣).

وهي الأُسطوانَةُ التي رَبَطَ بها أبو لُبَابَة نفسَهُ إليها، وَحَلَفَ ألا يَفتَحَهُ إلا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو تَنزلَ تَوبَتُه، فَجَاءَت فَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها تَحلُّهُ، فقال: لا، حتى يَحلَّني رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ مِنِّي» (٤). (٥) وأما الأُسطوانةُ التي خَلفَ أُسطوانَةِ التوبَةِ من جهَةِ الشمالِ فَتُعرَفُ بالْمَحْرَسِ، وبأُسْطوانَةِ أَميرِ الْمُؤمنينَ عَلي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لأنهُ كَانَ يَجلِسُ عندَهَا لِحرَاسَةِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي مُقَابِلَةٌ للخَوخَةِ التي كانَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخرجُ منها إذا كانَ في بَيتِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها إلى الروضَةِ الشريفَةِ للصَّلاةِ.

وعن عَبد العَزيزِ بن مُحَمَّد قال: إنَّ الأُسْطوانَةَ التي في الرَّحْبَةِ التي في صَفِّ أُسْطُوَانِ التَّوبَةِ بَينَهَا وَبَينَ أُسْطوَانِ التَّوبَةِ مُصَلَّى عَلي بن أبي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وأنَّهُ المجلسُ الذي يُقَالُ لهُ مَجلِسُ القِلادَةِ، كانَ يَجلِسُ فيه سَرَاةُ النَّاسِ


(١) سورة الكهف: الآية ٢٨.
(٢) أخرجه مختصراً من حديث سلمة رضي الله عنها: البخاري، في الصلاة، باب الصلاة إلى الأسطوانة، رقم: ٥٠٢، ١/ ٦٨٧. وابن ماجه، في إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ماجاء في توطين المكان في المسجد يصلى فيه، رقم: ١٤٣٠، ١/ ٤٥٩.
وأخرجه بطوله ابن زبالة. كما في وفاء الوفاء ٢/ ٤٤٤ - ٤٤٥.
(٣) رواه ابن زبالة، عن عمر بن عبد الله بن المهاجر، عن محمد بن كعب، به. (ابن النجار ١٤٦، تحقيق النصرة ٥٩، وفاء الوفا ٢/ ٤٤٤).
(٤) ذكر قصة أبي لبابة بطولها: ابن إسحاق (ابن هشام ٣/ ١٠٤٨)، والطبري ١١/ ١٠ - ١٢، والبيهقي في دلائل النبوة ٥/ ٢٧١ - ٢٧٢، وفيها: أن الرَسُولَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أطلقه عندما مر عليه خارجاً إلى صلاة الصبح. وذكر طرفاً منها الإمام أحمد ٣/ ٥٠٢.
(٥) كتب على الهامش بخط الناسخ: أسطوانة المحرس.