للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ـ وعَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قال: إنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما أَخَذَ في بنَاءِ الْمَسجِدِ قال: «ابنوا لي عَرِيشَاً كَعَريشِ مُوسَى، وَجَعَلَ يُنَاوِلُ اللَّبِنَ ويَقُولُ:

اللَّهُمَّ لاخَيْرَ إلا خَيْرُ الآخِرَة … فَاغْفِرْ للأنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَة

وَجَعَلَ يَتَنَاوَلُ من عَمَّار وَيَقُولُ: وَيْحَكَ يابْنَ سُمَيَّةَ، تَقْتُلكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَة» (١).

ـ وعن مُحَمّدَ بن عَلي رَضِيَ اللَّه عَنْهُما: قيلَ للنَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الْمَسجِدِ بيده فقال: عَرِيشٌ كَعَرِيشِ مُوسَى.

ـ وعن ابن شِهَاب قال: كَانَت سَواري الْمَسجِدِ في عَهدِ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُذوعَاً من جُذوعِ النَّخلِ / ١٥٨ وَكَانَ سَقفهُ جَرِيدَاً وخُوصُاً (٢) ليسَ على السَّقفِ كَثيرُ طِيْنٍ، إذا كانَ الْمَطرُ امْتَلأَ المسجِدُ طِينَاً، إنما هُوَ كَهَيئَةِ العَرِيشِ (٣).


(١) من مراسيل الحسن البصري، وهي من أوهى المراسيل. وقد وصله مسلم، فأخرجه مختصراً من رواية الحسن البصري، عن أمه، عن أم سلمة، عن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، في الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون الميتَّ من البلاء، رقم: ٢٩١٦، ٤/ ٢٢٣٦.
وله شاهد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. أخرجه البخاري، مختصراً، في الصلاة، باب التعاون في بناء المسجد، رقم: ٤٤٧، ١/ ٦٤٤. وفي الجهاد والسير، باب مسح الغبار عن الرأس في سبيل الله، رقم: ٢٨١٢، ٦/ ٣٦.
(٢) الجَرِيد: جمع جَريدَة، والجريدَة: غصن من النخل جرد من خوصه. القاموس (الجرد) ص ٢٧٢.
الْخُوصُ: بالضم: ورق النخل. القاموس (الخوص) ص ٦١٨.
(٣) أخرجه بنحوه في حديث طويل ابن سعد ١/ ٢٤٠، عن محمد بن عمر الواقدي، عن معمر بن راشد، عن الزهري. والواقدي: متروك.
وقد ورد وصف المسجد بنحو هذا في حديثين:
الأول: حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضيَ الله عَنهُ، وفيه: جَاءَتْ سَحَابَةٌ فَمَطَرَتْ حَتَّى سَالَ سَقْفُ الْمَسْجِدِ وَكَانَ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ وَأُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْجُدُ فِي الْمَاءِ وَالطِّينِ حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ الطِّينِ فِي جَبْهَتِهِ.
أخرجه البخاري في فضل ليلة القدر، باب التماس ليلة القدر في السبع الأواخر، رقم: ٢٠١٦، ٤/ ٣٠١. ومسلم، في الصيام، باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها وبيان محلها وأرجى أوقات طلبها، رقم: ١١٦٧، ٢/ ٨٢٦.
الثاني: حديث ابْنَ عُمَرَ رَضيَ الله عنهُمَا أَنَّ الْمَسْجِدَ كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَبْنِياً بِاللَّبِنِ وَسَقْفُهُ الْجَرِيدُ وَعُمُدُهُ خَشَبُ النَّخْلِ. أخرجه البخاري، في الصلاة، باب بنيان المسجد، رقم: ٤٤٦، ١/ ٦٤٣. وأبو داود، في الصلاة، باب في بناء المساجد، رقم: ٤٥٢، ١/ ٣٦٧.