للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

محمد النبي وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ومن خارج بعد البسملة {إن الله يأمر بالعدل والإحسان…} إلى {تذكرون} (١) أمر عبد الله عبد الله أمير المؤمنين بعمل هذا الْمَسْجدِ / ١٦٩ وبلصق هذا الباب دار صغيرة تعرف بالحسينية، وفي خارجها شباك حديد مفتوح يشاهد منه الإنسان الذي في الْمَسْجدِ والروضة والحجرة المقدسة، وليس على الْمَسْجدِ شباك غير ذلك.

وكان من الاتفاق السعيد لنا أن العام الأول الذي حصل لي فيه الفوز بجوار حرم رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسَلَّمَ أنزلت في أول مقدمي في دار أحد أولاد رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسَلَّمَ، وهو أمير الْمَدينَة حينئذ، وكانت الضيافة لنا من عنده أولاً، ثم تبعه الناس، وكان المنزل والضيافة من خاص رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسَلَّمَ وأهل بيته، ثم قصدت القرب من الْمَسْجدِ المطهر والروضة المقدس فأرسل إلي مفتاح هذه الدار المساند لباب جبريل، المشاهد منها مظاهر الأنوار النبوية، والحمد لله رب العالمين على ما أولاه وابتداه وأعاده من صنعه الجميل وأبداه، فهو أهل الحمد ومستحقه لا إله سواه.

السابع عشر: باب كان يعرف بباب زياد (٢)، كان عليه لوح مضروب بمسامير من خارج، وعليه مكتوب بعد البسملة وآية الكرسي: مُحَمَّد رَسُولُ الله صَلى الله عَليْهِ وَسَلَّمَ أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، أمر عبد الله أمير المؤمنين أكرمه الله بعمل مسجد رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسَلَّمَ وعمارة هذه الرحبة توسعة لمسجد رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسَلَّمَ ولمن حضر من المسلمين في سنة إحدى وخمسين ومائة ابتغاء وجه الله والدار الآخرة.


(١) سورة النحل آية ٩٠.
(٢) هو زياد بن عبيدالله بن عبدالمدان الحارثي، عينه السفاح أميراً للمدينة خلفاً لعمه داود حوالي سنة ١٣٢ إلى ١٤١ هـ، توفي سنة ١٥٠ هـ. الوافي بالوفيات ١٥/ ١٤، المنتظم ٨/ ٣١.