للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفي جانبه الشرقي تجاه الحجرة الشريفة طاقة صغيرة مفتوحة مثمنة، دورها يزيد على ذراع، يقال: إنه مثال لطاقة كانت في المنبر الذي كان عيناً لمنبر النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كان الزائرون يدخلون أيديهم من تلك الطاقة، فيتمسحون بالمنبر الشريف من داخله كما تقدم آنفاً.

وللمنبر باب بمصراعين، في كل مصراع رمانة من فضة، وتاريخ المنبر مكتوب في عتبة الباب، بنقر في الخشب صورته: في سنة ست وستين وستمائة، وكتب على جانبه الأيسر اسم صانعه (أبو بكر بن يوسف النجار) وكان من أكابر الصالحين الأخيار، وهو الذي قدم بالمنبر إلى المدينة، فوضعه في موضعه، فأحسن وضعه، وأتقن نجارته وصنعه، ثم انقطع في المدينة مما ذكرناه في المجاورين (١).

ويحمل للمنبر في كل سبعة أعوام أو نحوها من الديار المصرية كسوة معظمة ملوكية يُكسَاهَا من الجمعة إلى الجمعة، ورايتان سَوْدَاوان يُنسجان أبدع نسيج يرفعان أمام وجه الخطيب جانبي المنبر قريباً من الباب.

وذرع مابين المنبر والقبر الشريف ثلاثة وخمسون ذراعاً وشبر.

ومحراب النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي كان يصلي فيه بالناس إلى أن قبضه الله تعالى على يمين الخطيب، بينه وبين المنبر أربعة عشر ذراعاً وشبر.

وحكى ابن النجار أن الإجماع على أن هذا مصلى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يغير بتقديم وتأخير، وإنما غيرت هيئته في هذا العصر الأخير، بجعل المصلى شبه حفير أو حوض صغير، حتى إذا وقف فيه الإمام يكون نازلاً عن مواقف المأمومين بما يقارب ذراعاً، ويصير جانب استحباب مساواة (٢) موقفي الإمام


(١) الباب السادس ص ١٢٨٥.
(٢) في الأصل: (مواساة).