للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

القبة من أهل البيت يأتي ذكرهم آنفاً إن شاء الله تعالى، وقبران هما مرتفعان من الأرض، متسعان، مُغَشَّيَانِ بألواح ملصقة أبدع إلصاق، مُصَفَّحَةٍ بصفائح الصُّفْر، مكوكبةٍ بمسامير، على أبدع صفة وأجمل منظر.

وعلى هذه الصفة قبر سيدنا وابن سيدنا، إبراهيم ابن رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعليه قبة، وفيها شباك من جهة القبلة، وموضع تربته يعرف ببيت الحزن، يقال: إنه البيت الذي أوت إليه فاطمة رَضيَ الله عَنها والتزمت الحزن فيه بعد وفاة أبيها، سيد المرسلين صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ /٢١٠، وهو مدفون إلى جنب عُثمان بن مَظعون رَضيَ الله عَنهُ، كما تقدم في أحاديث الفضائل آنفاً.

وورد أيضاً أن عبد الرحمن بن عوف رَضيَ الله عَنهُ لما احتضر أرسلت إليه عائشة رَضيَ الله عَنها تقول له: هلم إلى أصحابك، يعني النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصاحبيه أبا بكر وعمر رَضيَ الله عَنهُما، فقال لها: لست بمضَيِّقٍ عليك بيتك، إني كنت قد عاهدت ابن مظعون رَضيَ الله عَنهُ أينا مات دفن إلى جنب صاحبه، ادفنوني إلى جانب عثمان، فدفن إلى جانبه، فيزاران معاً إذ ذاك (١).

-وورد عن عائشة رَضيَ الله عَنها أنها قالت: كان القائم يقوم عند قبر عثمان بن مظعون رَضيَ الله عَنهُ، فيرى بيت النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليس دونه حجاب (٢).

-ومنها مشهد صفية عمة رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أم الزبير بن العوام رَضيَ الله عَنهُمَا، وقبرها أول ما تلقى على يسارك عند خروجك من باب البقيع، وأمام


(١) رواه ابن زبالة عن سليمان بن سالم، عن عبدالرحمن بن حميد، عن أبيه. (ابن النجار ص ٢٣٦).
ورواه ابن شبة ١/ ١١٥، من طريق عبدالعزيز بن عمران بسنده إلى حفص بن عمر بن عبدالرحمن. وعبد العزيز بن عمران: متروك.
(٢) رواه ابن زبالة، من طريق عائشة بنت قدامة، به. (ذكره ابن النجار ص ٢٣٦).