للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رواه ابن الحاج في مناسكه.

وروي عن النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما بلغه أن ناساً من المسلمين احتملوا قتلاهم من أحد إلى المدينة فدفنوهم بها أنه نهاهم عن ذلك وقال: «ادفنوهم حيث صرعوا» (١).

وبظاهر المدينة مشهد مبارك، يقال إنه تربة السيد الكريم ذي النفس الزكية، محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، قتل في أيام أبي جعفر المنصور، عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، وهو شرقي جبل سَلْع (٢)، وعليه عمارة مختصرة مبنية بحجارة الحرة قصدوا أن يبنوا عليه قبة وعمارة عظيمة فلم يتفق ذلك، وهو اليوم داخل مسجد مهجور، عليه باب شبه شباك / ٢١٤ وعليه ضبة ومفتاح، وفي قبلة المسجد منهل من عين الأزرق الخارجة من المدينة، وعليه بناء مُدَرَّجٌ بدَرَج من جهة الشرق والغرب، والعين في وسطه تجري إلى مفيضها من البركة التي ينزلها الحاج عند ورودهم وصدورهم.

* * *


(١) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله قال كُنَّا حَمَلْنَا الْقَتْلَى يَوْمَ أُحُدٍ لِنَدْفِنَهُمْ فَجَاءَ مُنَادِي النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَدْفِنُوا الْقَتْلَى فِي مَضَاجِعِهِمْ فَرَدَدْنَاهُمْ. أخرجه أبو داود، في الجنائز، باب في الميت يحمل من أرض إلى أرض، رقم: ٣١٥٧، ٤/ ٣٩. وأخرج نحوه الترمذي، في الجهاد، باب ما جاء في دفن القتيل في مقتله، رقم: ١٧١٧، ٤/ ٢١٥، وقال: حديث حسن صحيح. وابن ماجه، في الجنائز، باب ما جاء في الصلاة على الشهداء ودفنهم، رقم: ١٥١٦، ١/ ٤٨٦.
(٢) روى ابن جرير الطبري ٧/ ٦٠٠ (سنة ١٤٥) أن أخت محمد وابنته دفنتاه بالبقيع. وفي رواية أخرى ٧/ ٦٠٠ أن أصحاب محمد صلبوا ثم دفنوا قرب سلع في مقبرة اليهود.