وفي صحيح مسلم (١) وصحيح ابن خزيمة: سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا من غير شك. قيل: واعتماده أولى.
-وعند أبي القاسم القشيري في لطائف التفسير: صلى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بيت المقدس بعد قدومه المدينة مهاجراً ستة عشر شهراً، عن قتادة، وقيل سبعة عشر شهراً عن ابن عباس رضي الله عنهما.
- وقال أنس رضي الله عنه: كان تسعة أشهر أو عشرة أشهر.
-وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه ثلاثة عشر شهراً استمالة لقلوب اليهود أن يصلي إلى قبلتهم، ربما يرغبون في دينه، ثم إنه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كره موافقتهم في أمر القبلة لما قالوا: لولا أن ديننا حق لما صلى إلى قبلتنا ولما استن بسنتنا، فقال صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لجبريل:«وددت أن ربي صرفني عن قبلة اليهود إلى غيرها، فقال جبريل عليه الصلاة والسلام إنما أنا مَلَكٌ عبدٌ لا أملك شيئاً فسل ربك، فصعد جبريل عليه الصلاة والسلام السماء، وخرج رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الصحراء نحو أحد، يصلي هاهنا ركعتين، وهاهنا ركعتين ويدعو الله تعالى أن يجيز له في ذلك، فلم يزل كذلك يديم النظر إلى السماء حتى دخل ناحية أحد، فأنزل الله تعالى في رجب بعد زوال الشمس قبل الظهر:{قد نرى تقلب وجهك في السماء} الآية، وصرفت القبلة، وذلك قبل بدر بشهرين».
-قال الربيع: وكان النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ابتداء الهجرة مخيراً في التوجه إلى بيت المقدس أو الكعبة، إلا أنه اختار بيت المقدس، وكان التوجه إليه فرضاً وإن كان مخيراً فيه، كالمخير في كفارة اليمين أي واحد اختار فهو فرض عليه.
(١) أخرجه مسلم، في المساجد ومواضع الصلاة، باب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة، رقم: ٥٢٥، ١/ ٣٧٤.