للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

-وقال ابن عباس رضي الله عنهما: بل كان الفرض التوجه إلى بيت المقدس ونسخ.

-وعند الزمخشري: صرفت القبلة ورَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مسجد بني سلمة، يعني مسجد القبلتين، وقد صلى بأصحابه ركعتين من صلاة الظهر، فتحول في الصلاة، واستقبل الميزاب، وتحول الرجال مكان النساء، والنساء مكان الرجال.

-وروى الزبير عن محمد بن جابر أنه قال: صرفت القبلة ونفر من بني سلمة يصلون الظهر في المسجد الذي / ٢٢١ يقال له مسجد القبلتين، فأتاهم آت، فأخبرهم وقد صلوا ركعتين، فاستداروا حتى جعلوا وجوههم إلى الكعبة بذلك سمي مسجد القبلتين.

قلت: فعلى هذا كان مسجد قباء أولى بهذه التسمية، لما ثبت في الصحيحين من حديث ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما بَيْنَمَا النَّاسُ بِقُبَاءٍ فِي صَلاةِ الصُّبْحِ إِذْ جَاءَهمْ آتٍ فَقَالَ: «قَدْ أُنزلَ على النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّيْلَةَ قرآن وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْقبلةَ فَاسْتَقْبِلُوهَا وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّامِ فَاسْتَدَارُوا

إِلَى الْكَعْبَةِ» (١).

وفي لفظ: كانوا رُكُوعاً فِي صَلاةِ الصبح (٢).

-قال ابن العربي وغيره: نسخت القبلة مرتين، والله أعلم.

-قال الشيخ جمال الدين المطري: وفي هذا المسجد -وهو مسجد بني سلمة- رأى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النخامة، فحكها بعرجون كان في يده، ثم دعا


(١) أخرجه البخاري، في تفسير القرآن، باب: ومن حيث خرجت، رقم: ٤٤٩٣، ٤٤٩٤، ٨/ ٢٤. ومسلم، في المساجد ومواضع الصلاة، باب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة، رقم: ٥٢٦، ١،٣٧٥.
(٢) أخرجه مسلم، رقم: ٥٢٧، ١/ ٣٧٥.