للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: أراد أنه كان يُبَشِّرُهُ إذا رآه عند القدوم من أسفاره بالقرب من أهله ولقائهم، وذلك فعل المحب. وقيل: بل حبُّه حقيقة، وُضِعَ الحُبُّ فيه كما وُضع التسبيحُ في الجبال المُسَبِّحة مع داود عليه السلام (١)، والخشيةُ في الحجارة التي قال تعالى فيها: {وإِنَّ مِنْها لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ} (٢).

وفي الآثار المسندة أن أُحُداً يوم القيامة عند باب الجنة من داخلها، ويروى أنه رُكنٌ لباب الجنة، كذا في تفسير ابن سَلاَّم (٣).

وفي المسند من طريق أبي عَبْسٍ، يرفعه: «أُحد جبل يحبنا ونحبه، وهو على باب [من أبواب] الجنة، وعَيْرٌ يبغضنا ونبغضه، وهو على باب من أبواب النار» (٤).


(١) قال الله تعالى: {وسَخَّرْنا مع داود الجبالَ يُسَبِّحن والطيرَ وكنَّا فاعلين}. سورة (الأنبياء) آية رقم:٧٩. وقال سبحانه: {إنَّا سَخَّرْنا الجبالَ معه يُسَبِّحْن بالعَشِيِّ والإشراق}. سورة (ص) آية رقم: (١٨).
(٢) سورة (البقرة) آية رقم: ٧٤. قال الإمام النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم ٩/ ١٦٣: والصحيح أن الحديث على ظاهره، وأن معناه يحبنا هو بنفسه، وقد جعل الله فيه تمييزاً.
(٣) هو يحيى بن سَلاَّم بن أبي ثعلبة، أبو زكريا البصري، نزيل المغرب بإفريقية، الإمام العلامة صاحب التفسير، له اختيار في القراءة من طريق الآثار، وتفسيره ليس لأحد من المتقدمين مثله، ولد سنة ١٢٤ هـ، وتوفي سنة ٢٠٠ هـ. سير أعلام النبلاء ٩/ ٣٩٦، غاية النهاية ٢/ ٣٧٣، وانظر للآثار المشار إليها وغيرها: تاريخ المدينة المنورة لابن شبة، ما جاء في جبل أحد ١/ ٧٩ - ٨٦، ووفاء الوفا الفصل السابع من الباب الخامس ٣/ ٩٢٥ وما بعدها.
(٤) أخرجه البزار-كما في كشف الأستار ٢/ ٥٨ (١١٩٩) -، والطبراني في (الأوسط) ٦/ ٣٩٦ (٦٥٠٥)، و (الكبير) -كما في مجمع الزوائد ٤/ ١٣ - من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك، عن عثمان بن إسحاق، عن عبد المجيد بن أبي عَبْس، عن أبيه، عن جده أبي عَبْس بن جَبْر، به. وما بين المعقوفين ساقط من الأصل. قال الهيثمي في المجمع ٤/ ١٣: رواه البزار والطبراني في الكبير و الأوسط، وفيه: عبد المجيد بن أبي عبس، ليَّنه أبو حاتم، وفيه من لم أعرفه انتهى. وجبل عير: سيأتي في حرف العين.