للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

نَفَى النَّوْمَ عني، فالفؤادُ كَئِيبُ، … نوائبُ هَمٍّ، ما تزالُ تَنُوبُ

وأَحْراضُ أمْراضٍ ببَغْدادَ جُمِّعتْ … عليَّ، وأَنْهارٌ لهُنَّ قَسِيب (١)

وظلَّتْ دموعُ العَين تَمْري غُروبَهَا … من الماء دَرْءَاتٍ لهنَّ شُعوبُ (٢)

وما جَزَعٌ من خشيةِ الموتِ أَخْضَلَتْ … دُمُوعٌ (٣)، ولكن الغَرِيبَ غَرِيبُ

ألا ليتَ شِعري، هل أَبيتَنَّ ليْلةً … بسَلْعٍ، ولم تُغْلَقْ عليَّ دُرُوبُ؟

وهل أُحُدٌ بادٍ لَنَا وكأنَّه … حِصانٌ أمَامَ المُقْرَباتِ جَنِيبُ؟

يَخُبُّ السَّرابُ الضَّحْلُ بيني وبينه … فَيَبْدُو لِعَيْنِي تارَةً ويَغِيبُ

وإنَّ شفَائي نَظْرَة لو نَظَرْتُهَا … إلى أُحُدٍ، والحَرَّتَانِ قَرِيبُ

وإني لأرعى النَّجْمَ حتى كأنني … على كلِّ نجم في السماءِ رقيبُ

وأشتاق للبرق اليمانيِّ إن بدا … وأزداد شوقاً أن تَهُبَّ جَنُوبُ

وعن المطلب بن عبد الله رضي الله عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدخل الغار الذي بالجبل (٤).

ورُوِّينا من حديث أنس رضي الله عنه، يرفعه: «لما تجلَّى تبارك وتعالى


(١) وأحراض أمراض قال في القاموس (حرض) ص ٦٣٩: الحَرَض: الفساد في البدن. وقوله (وأنهار لهن قسيب) أي: (جَرْي، وصوت). المرجع السابق (قسب) ص ١٢٤.
(٢) تمري: تمسح، قال في القاموس: (مرى) ص ١٣٣٤: مَرَى الناقة يَمْريها: مسح ضَرْعَها. ومعنى (من الماء درءات لهن شعوب) أي: جريان مندفع في طرق يسيل فيها. القاموس (درأ) ص ٤٠، شعب ص ١٠١.
(٣) في معجم البلدان ١/ ١٠٩: أخضلت دموعي.
(٤) أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة ١/ ٧٦، ويؤيده ما جاء في التعريف للمطري ص ٤٥: تقول عوام الناس: إن النبي صلى الله عليه وسلم دخله، ولا يصح ذلك، ولم يرد به نقل، فلا يعتمد عليه.