كتاب المغانم المطابة في معالم طابة

باب الباء - بيرحا - ج: 2 - ص: 630

بيرحا بفتح الباء وكسرها، وبفتح الراء وضمها، وبالمد فيهما، وبفتحهما والقصر (١).

قال الزَّمَخْشَرِيّ (٢): بيرحا: اسم أرض كانت لأبي طلحة رضي الله عنه، وكأنها فَيْعَلَى، من البَراح، وهي الأرض المنكشفة الظاهرة.

وقال مرة: رأيت محدثي مكة يقولون: بيرُحاءٍ، على الإضافة، وحاءٌ: من أسماء القبائل، وقيل: اسم رجل، وعلى هذا يكون منوناً.

قال ياقوت (٣): بوزن خَيْزَلَى (٤)، وقيل: بِئْرُ حاءٍ، مضاف إليه ممدود. قال: ورواية المغاربة قاطبةً الإضافةُ وإعرابُ [الراء] بالرفع والجر والنصب، وحاءٌ: على لفظ الحاء من حروف المعجم.

قال أبو بكر الباجي: وأنكر أبو بكر الأَصم الإعرابَ في الراء (٥)، وقال:

---

(١) فهذه خمسة أوجه: بَيْرَحاء، بَيْرُحاء، بِيْرَحاء، بِيْرُحاء، بَيْرَحا-بدون همز آخره- ورجح الأخير جماعة، فتح الباري ٣/ ٣٨٢ حديث (١٤٦١)، وفيها أوجه أخرى ستأتي.
(٢) لم أقف على كلام الزمخشري في الفائق، ونقل هذا النص بحرفه السمهودي في وفاء الوفا ٣/ ٩٦٥.
(٣) معجم البلدان مادة (بيرحا) ١/ ٥٢٤ - ٥٢٥، وما بين المعقوفين منه.
(٤) أي: بَيْرَحا، وهذا أحد أربعة أوجه ذكرها ياقوت، والثلاثة الباقية: بَيْرَحاء، بئر حاء، بَرِيحا. والخَيْزَلى: المشية في تثاقل. القاموس (خزل) ص ٩٩٢.
(٥) كذا هنا، تبعاً لما في (معجم البلدان)!، وفي العبارة أخطاء وتحريف! وصوابها: قال أبو الوليد الباجي: وأنكر أبو ذر الضم والإعراب في الراء. مشارق الأنوار للقاضي عياض ١/ ١١٦.
… والباجي هو: سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب، أبو الوليد التُّجِيبي الأندلسي القرطبي الباجي المالكي الإمام العلامة الحافظ القاضي، ولد سنة ٤٠٣ هـ، وتوفي سنة ٤٧٤ هـ، ومن تصانيفه (المنتقى) في الفقه، (المعاني) في شرح (الموطأ)، (إحكام الفصول في أحكام الأصول)، (سبل المهتدين)، وغيرها. وفيات الأعيان ٢/ ٤٠٨ - ٤٠٩، سير أعلام النبلاء ١٨/ ٥٣٥ - ٥٤٣.

… وأبو ذر هو: عبد بن أحمد بن محمد بن عبد الله، أبو ذر الأنصاري الخراساني الهروي المالكي، الحافظ الإمام، شيخ الحرم، وراوي (الصحيح) عن المستملي والحموي والكُشْمِيهَني، ولد سنة ٣٥٥ أو ٣٥٦ هـ، وتوفي سنة ٤٣٤ هـ، ومن تصانيفه: كتاب (السنة)، و (دلائل النبوة)، و (فضائل مالك)، و (كرامات الأولياء)، وغيرها. تاريخ بغداد ١١/ ١٤١، سير أعلام النبلاء ١٧/ ٥٥٤ - ٥٦٣.