للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقال عمرو بن النعمان البَيَاضي (١) يرثي قومَه، وكانوا دخلوا حديقةً من حدائقهم في بعض حروبهم، وأغلقوا بابها عليهم، ثم اقتتلوا، فلم يفتح الباب حتى قتل بعضُهم بعضاً:

/٢٦٩ خَلَتِ الديارُ فسُدت غيرَ مُسَوَّدِ … ومنَ العناءِ تفَرُّدي بالسُّؤدُدِ

أين الذين عَهدْتُهُمْ في غِبْطةٍ … بين العقيق إلى بقيع الغرقد؟

كانت لهم أنهابُ (٢) كلِّ قبيلة … وسلاحُ كلّ مُدَرَّبٍ (٣) مستنجِد

نفسي الفداءُ لفتيةٍ مِنْ عامرٍ (٤) … شربوا المنيَّة في مَقامٍ أنكدِ

قومٌ هُموا سَفَكوا دماءَ سَرَاتِهم (٥) … بعضٌ ببعضٍ فِعْلَ مَنْ لم يَرْشُدِ

يا للرجال لعثرةٍ من دهرهم … تُرِكَتْ منازلهم كأن لم تُعْهَدِ

ونسبه الحماسيُّ (٦) إلى رجل من خَثْعَم، وزاد في أوله زيادة (٧).

وقال الزبير بن بَكَّار: أعلى أودية العقيق: البقيع. هكذا قاله ياقوت في


(١) هو عمرو بن النعمان بن خلدة بن عمرو بن أمية بن عامر بن بياضة، رأس الخزرج يوم بُعاث، وابنه: النعمان بن عمرو الأنصاري البياضي، كان مع المسلمين يوم أحد. نسب معد واليمن الكبير ١/ ٤٢٢، الطبقات لابن سعد ٨/ ٣٨٧، أسد الغابة ٥/ ٣٣٧ الإصابة ٣/ ٥٦٣.
(٢) أنهاب: غنائم. القاموس (نهب) ص ١٤٠.
(٣) كدرب: مُجرَّب. المرجع السابق (درب) ص ٨٣.
(٤) هم بنو عامر بن بياضة، كما تقدم في نسب الشاعر قريباً.
(٥) السَّرِيُّ: ذو المروءة في شَرَف. القاموس (سرو) ص ١٢٩٥.
(٦) هو صاحب كتاب (الحماسة) حبيب بن أوس بن الحارث، أبو تمام الطائي الشاعر الأديب، أحد أمراء البيان، ولد سنة ١٨٨ هـ، وتوفي سنة ٢٣١ هـ، من تصانيفه: فحول الشعراء، نقائض جرير والأخطل (ديوان شعر)، ديوان الحماسة وغيرها. وفيات الأعيان ٢/ ١١ - ٢٦، سير أعلام النبلاء ١١/ ٦٣ - ٦٩.
(٧) معجم البلدان ١/ ٤٧٣.