للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

القديم الأصليُّ، ويتركُ العَلَم الموضوع الأوَّل، حين (١) يكون نَسْياً.

أين سقيفةُ بني ساعدة؟ أين ذو الحُليفة (٢) الذي لا يُعرف اليوم إلا ببئر علي؟ ولو سمَّاه أحد ذا الحُليفة لكان كالمخترعِ له اسماً، والمُغَيِّر له لقباً ورسماً.

وأَغْرَبُ من ذلك أني سألتُ جماعاتٍ من أشراف المدينة الأمراءِ بها، ومن الفقهاء والسُّوقة عن (فَدَك) (٣) ومكانِها، فكلُّهم عن بَوَاءٍ واحدٍ (٤) أجابوا: بأنه لا يُعرف في بلادنا موضعاً يدعى فَدَك.

وهذه القريةُ لم تبرح في أيدي الأشراف والخلفاء يتداولونَها ناسٌ عن ناس إلى أواخر الدولة العباسية، فكيف بجبلٍ صغيرٍ واقعٍ في طرفِ أُحُدٍ، لا يتعلَّق به كبيرُ أمرٍ؟

هذا وإنَّ قُزَح (٥)، مشعرٌ من مشاعر الله تعالى يتعلَّق به مَنْسكٌ من المناسك، لو أراد مريدٌ تعيين مكانه، والوصولَ إلى عِيانه، لأعياه الحال، ولما شفى غليلَه بجواب عنه بعد ألف سؤال؟ دع هذا. أين المُحَصَّب ومحلُّه؟ أين الأبطحُ ومكانه؟ أين بُطحان مَنْزِلُ ذلك الحلفاء؟ أين بئر عُروةَ التي كان يحمل من مائها إلى الخلفاء؟

وأمَّا ثورٌ الذي وقع النِّزاع فيه، فبحمدِ الله معروف بين أهل العلم في


(١) قوله: (حين) هكذا وقع، ولعلَّ صوابه: (حتى).
(٢) هذه الأماكن اليوم معروفة في المدينة. وقد تحول موضع السقيفة إلى حديقة عامة سميت باسمها.
(٣) سيأتي الكلام عليها في موضعها.
(٤) يقال: أجابوا عن بواءٍ واحدٍ، أي: بجوابٍ واحدٍ. القاموس (بوأ) ص ٣٤.
(٥) تصحَّف في الأصل إلى: (قزع). وقُزَحُ في المزدلفة من مشاعر الحج. معجم ما استعجم ١/ ٣٩٣.