للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقال الأصمعيُّ مرَّةً أخرى: حَرَّة شَوْران (١)، وحَرَّة سليم، وحَرَّة ليلى، وحَرَّة واقم (٢)، وحَرَّة النَّار، وعامَّةُ منازل بني سليم إلى المدينة، كلُّه حجاز.

وقال أبو المنذر (٣): الحجازُ ما بين جبلي طَيٍّ إلى طريق العراق، لمن يريد مكة، سُمِّي به لأنَّه حجز بين تِهامة ونجد، أو لأنَّه /٢٨٨ حجز بين الغور والشَّام، وبين السَّراة ونجد.

وقال هشام بن [محمد] أبو المنذر الكلبيُّ (٤) قولاً أحسن وأبلغ وأتقن من كلِّ ذلك. حدَّد جزيرة العرب ثمَّ قال:

فصارت بلاد العرب من هذه الجزيرة التي نزلوها وتوالدوا فيها على خمسة أقسام عند العرب، وفي أشعارها: تهامة، والحجاز، ونجد، والعروض، واليمن. وذلك أنَّ جبل السَّراة-وهو أعظم جبال العرب، وأذكرها-أقبل من قعر اليمن حتى بلغ أطراف الشَّام، فسمَّته العرب حجازاً لأنه حجز بين الغور وهو هابط، وبين نجد، وهو ظاهر.

فصار ما خلف ذلك الجبل في غربيِّه، إلى أسياف (٥) البحر من بلاد


(١) وهي حرَّة ميطان، وهي حرَّة مُتَّسعة. فالحَرَّةُ الجنوبية من المدينة تنقسم إلى قسمين: حرَّة معصم العليا، وهي كلُّ ما في جنوب قُربان. وحرَّة شوران، وفيها ميطان. (المدينة بين الماضي والحاضر) ص ٤١٤.
(٢) وهي الحرة الشرقية، وكان سكانها بنو عبد الأشهل.
(٣) هو الكلبي، وستأتي ترجمته قريباً.
(٤) في الأصل: (هشام بن أبي المنذر الكلبي). وهو خطأ. وهو أبو المنذر هشام بن محمد السائب، وكنية أبيه أبو النضر، كان علامة بالأخبار، نسَّابة، أمَّا في الحديث فهو ضعيف. قال عنه الإمام أحمد: إنما كان صاحب سَمَرٍ ونَسَبٍ ما ظننتُ أنَّ أحداً يحدِّث عنه. توفي سنة ٢٠٤ هـ. وفيات الأعيان ٦/ ٨٢، لسان الميزان ٦/ ١٩٦.
(٥) الأسيافُ جمع سِيْف، وهو ساحل البحر. القاموس (سيف) ص ٨٢٢.