للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

خاخ، فمضى بِها، فلمَّا رأته قالت: ما هو إلا ما؟ (١) قال: ما هو إلا هذا. فقالت: واللهِ، لا أرِيمُ (٢) حتى أُوتى بِمَنْ يهجوه. فجعلوا يتذاكرون شاعراً قريباً، لكي يرسلوا إليه إلى أن قال فندٌ: والله أنا أهجوه. قالت: أنت؟ قال: أنا. قالت: قل. فقال: خاخ، خاخ، خاخ، أخ. ثمَّ تفل عليه كأنه يتنخَّع. فقالت: هجوتَه، وربِّ الكعبة؟ لك البغلةُ وما عليك من الثياب.

وذكر ابن الفقيه (٣): خاخ في حدود العقيق، وقال: هو بين الشَّوْطى والنَّاصفة (٤)، وأنشد للأحوص (٥):

طَرِبْتَ وكيف تَطْرَبُ أم تَصَابى … ورأسُك قد توشَّعَ (٦) بالقتير؟

لِغَانيةٍ تَحُلُّ هِضابَ خَاخٍ … فأسْقُفَ فالدَّوافِعَ من حَضير

وروى أبو عَوانة (٧) عن البخاريِّ: خاج بالجيم في آخره،


(١) في معجم البلدان ٢/ ٣٣٥: (ما هو إلا ما قال).
(٢) لا أريم: لا أبرح. القاموس (ريم) ص ١١١٦.
(٣) قال ابن النديم: اسمه أحمد من أهل الأدب لا يعرف من أمره أكثر من هذا، وله من الكتب: كتاب البلدان، أخذه من كتب الناس. الفهرست ص ٢١٩.
(٤) الشَّوطى من عقيق المدينة. معجم البلدان ٣/ ٣٧٢. والناصفة: من أودية العقيق، وسيأتي في كلام المصنف عليهما في موضعه. وتحرفت الناصفة في الأصل إلى: (الناصعة).
(٥) البيتان في ديوانه ص ١٣٤، معجم البلدان ٢/ ٣٣٦.
الدوافع: جمع دافعة، وهي التِّلْعة من مسايل الماء. القاموس (تلع) ص ٧١٥، وأسقف: موضع بالبادية، معجم البلدان ١/ ١٨١، وحضير: موضع تقدَّم. ووقع في الأصل: حصير - بالصاد- وهو تحريف؛ لأن حصيراً حصن باليمن من أبنية ملوكهم القدماء. معجم البلدان ٢/ ٢٦٧. أما حضير فقاعٌ فيه آبار ومزارع يفيض عليها سيل النقيع. وانظر (شرح ديوان الأحوص) ص ١٣٤.
(٦) في الأصل: (توشَّح) وهو تحريف. يقال: وشَّعَه الشَّيب توشيعاً: علاه، وتوشَّعَ به: تكثَّر به. القاموس (وشع) ص ٧٧١. القتير: الشَّيب. القاموس (قتر) ص ٤٥٩.
(٧) يعقوب بن إسحاق، الإمام الحافظ الكبير، الجوال، سمع بالحرمين، والشام، ومصر، واليمن، والعراق، وأكثر الترحال، وبرع في علم الحديث، له (المسند الصحيح) الذي خرجه على صحيح مسلم. توفي سنة ٣١٦ هـ. وفيات الأعيان ٦/ ٣٩٣، سير أعلام النبلاء ١٤/ ٤١٧.