للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وعن عامر بن سعد (١) رضي الله عنهما قال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نام بالعقيق، فقام رجلٌ من أصحابه يوقظه، فحال بينه وبينه رجلٌ من أصحابه، وقال: لا توقظه، فإنَّ الصلاة لم تفته. فتجاذبا حتى أصاب بعضُ أحدهما رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فأيقظه. فقال صلى الله عليه وسلم: «ما لكما؟» فأخبراه فقال: «لقد أيقظتماني، وإني لأراني بالوادي المبارك» (٢).

وقال عمر بن الخطاب (٣) رضي الله عنه: احصبوا مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الوادي المبارك. يعني: العقيق.

وعن هشام بن إسحاق (٤) قال: لما كانت الرَّمَادة (٥) وانحلت، فسالت الأودية وسال العقيق أتي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقيل له: سال العقيق. فخرج على فرسٍ عُرْيٍ فوقف على المسيل، ومعه ناسٌ كثيرٌ، فقال أعرابيٌّ-وهو على شاطئ الوادي، من وراء السيل-: مَنْ هذا الشيخ الفَدْغَمُ (٦) الأبيضُ الأصلعُ على الفرس؟ قالوا: هذا أمير المؤمنين، فدنا الأعرابيُّ، حتى كان على ربوة في السَّيل، ثمَّ صاح على أمير المؤمنين: يا ابن حَنْتَمَة (٧)،


(١) تقدمت ترجمته قريباً.
(٢) أخرجه ابن زَبالة في تاريخ المدينة، كما ذكر السمهودي في وفاء الوفا ٣/ ١٠٣٧.
(٣) أخرجه ابن النجار في الدرة الثمينة ص ١٥٤.
(٤) هشام بن إسحاق بن الحارث بن كنانة السهمي، القرشي، من أهل المدينة، يروي عن أبيه، وروى عنه حاتم بن إسماعيل، ذكره ابن حبان في الثقات ٧/ ٥٦٨، والبخاري في التاريخ الكبير ٤/ ٢/١٩٦.
(٥) عامٌ أَجْدَبَ الناس فيه على عهد عمر بن الخطاب، وذلك سنة ١٨ هـ. كانت الريح تسفي تراباً كالرَّماد، فسمِّي عام الرمادة، واشتدَّ الجوع. انظر خبره في تاريخ ابن شبَّة ٢/ ٧٣٦، الكامل لابن الأثير ٢/ ٥٥٥.
(٦) الرجل الحسن العظيم، والوجه الممتلئ الحسن. القاموس (فدغم) ص ١١٤٤.
(٧) حنتمة بنت هاشم بن المغيرة، أم عمر بن الخطاب، ابنة عمِّ أبي جهل، لم تدرك الإسلام. المحبر ص ١٣٠، نسب قريش ص ٣٤٧، أسد الغابة ٤/ ٦٤٢. وتحرفت في الأصل إلى: (خيثمة).