للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

جزاك الله خيراً، فواللهِ ما كنتَ فيها بابن ثأْدَاءَ (١)! فألوى عمر رضي الله عنه بيده أن اعبر، فلم يبرحوا به حتى عبر. فقال له: أنت القائلُ ما قلتَ؟! ويحك مَنْ أنت؟. قال: أنا حبيب بن عاصم المحاربيُّ (٢). قال: ويلك، لو كنتُ أنفقتُ على المسلمين من مالي ومال أبي لكنت حَرَىً (٣) حتى مضت، ولكن أنفقت على المسلمين من مالهم (٤)

ورويَ أنَّ عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز (٥)، ركب ومعه عبد الله بن حسن بن حسن (٦)، ومحمد بن جعفر بن محمد (٧)، على بغلات لهم، ليس معهم غيرهم، حتى إذا كانوا بالعقيق أصابهم المطر، وهنالك سرحة عظيمة، فدخلوا تحت السرحة. قال عبد العزيز بن عمر (٨):

/٣٧٥ خبِّرينا يا سَرْحَ خُصِّصْتِ بالغيـ ـثِ بصدقٍ، والصِّدقُ فيه شفاءُ


(١) الثأداء: الأَمَةُ والحمقاء. وما أنا ابن ثأداء، أي: بعاجز. القاموس (ثأد) ص ٢٧٠.
(٢) أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره. ذكره ابن حجر في الإصابة ١/ ٣٧٣ في القسم الثالث.
(٣) الحرى: الخليق. القاموس (حرى) ص ١٢٧٣.
(٤) ذكر هذه القصة ابن حجر في الإصابة ١/ ٣٧٣، ونسبها للزبير بن بكار.
(٥) الأموي القرشي، من ثقات رواة الحديث، روى عن نافع والزهريِّ، وروى عنه يحيى بن سعيد ووكيع، قال ابن حبان: يعتبر بحديثه إذا كان دونه ثقة. مات بعد سنة ١٤٧ هـ. الثقات لابن حبان ٧/ ١١٤، التاريخ الكبير ٣/ ٢/٢١.
(٦) جده الحسن بن علي بن أبي طالب، من رواة الحديث، يروي عن أبيه عن فاطمة بنت الحسين، وروى عنه إسماعيل بن عُلية وعبد الرحمن بن أبي الموالي. مات في حبس أبي جعفر المنصور. الثقات ٧/ ١، تهذيب التهذيب ٥/ ١٨٦.
(٧) أبوه جعفر الصادق، ولمحمد هذا ولدان: جعفر وإسماعيل. ذكره الذهبي مع أولاده وأحفاده في ترجمة أبيه جعفر في سير أعلام النبلاء ٦/ ٢٦٩.
(٨) البيتان مع القصة في وفاء الوفا ٣/ ١٠٦١.