للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد اللَّه فإن اللَّه حيُّ لا يموت (١).

ثم تلى هذه الآية: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾ (٢) الآية.

ورجع عمر إذ ذاك (٣) ثم إن الناس سمعوا من باب الحجرة لا تُغسلوه فإنه طاهر مُطهر.

ثم سمعوا بعد ذلك غسلوه فإنما هو إبليس، وأنا الخضر وعزاهم وقال: إن في اللَّه عزاء من كل مصيبة، وخلفًا من كل هالك، ودركًا من كل فائت (٤)، فباللَّه فثقوا وإياه فارحوا، فإن المصاب من حُرم الثواب.

واختلفوا في غسله هل يكون في ثيابه أو يجرد عنها، فوضع اللَّه عليهم النوم.

فقال قائل لا يدري من هو: غسّلوه في ثيابه، وانتبهوا وفعلوا ذلك، والذين تولوا غسله على، والعباس وولده الفضل، وقثم (٥) وشقران (٦) وأسامة مواليه،


(١) روى البخاري في صحيحه (٤٤٥٤) كتاب المغازي ٨٥ - باب مرض النبي ووفاته. عن ابن عباس أن أبا بكر خرج وعمر بن الخطاب يكلم الناس فقال: اجلس يا عمر، فأبى عمر أن يجلس، فأقبل الناس إليه وتركوا عمر فقال أبو بكر: أما بعد؛ من كان منكم يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان منكم يعبد اللَّه فإن اللَّه حي لا يموت، قال تعالى: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾ [آل عمران: ١٤٤] إلى قوله: ﴿الشَّاكِرِينَ﴾ وقال: واللَّه لكأن الناس لم يعلموا أن اللَّه أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر فتلقاها الناس منه كلهم. . . الحديث.
(٢) سورة آل عمران (١٤٤).
(٣) وفي الحديث السابق في البخاري (٤٤٥٤): فأخبرني سعيد بن المسيب أن عمر قال: واللَّه ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها، فقعدت حتى ما تقلني رجلاي وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها أن النبي قد مات".
(٤) أخرجه الزبيدي في الإتحاف (٥/ ١١٤).
(٥) قثم بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي، القرشي، صحابي صغير، أخرج له: النسائي، توفي سنة (٥٧).
ترجمته: تهذيب التهذيب (٨/ ٣٦١)، تقريب التهذيب (٢/ ١٢٣)، تاريخ البخاري الكبير (٧/ ١٩٤)، تاريخ البخاري الصغير (١/ ١٤٢، ١٤٣)، الجرح والتعديل (٧/ ١٤٥)، الثقات (٣/ ٣٣٧)، أسد الغابة (٤/ ٣٩٢)، طبقات ابن سعد (٩/ ١٥٧)، تجريد أسماء الصحابة (٢/ ١٣)، الإصابة (٥/ ٤٢٠)، الاستيعاب (٢/ ١٣٠٤)، البداية والنهاية (٨/ ٧٨)، سير الأعلام (٣/ ٤٤٠).
(٦) شقران مولى رسول اللَّه ، صحابي شهد بدرًا، أخرج له الترمذي، توفي في خلافة عثمان. ترجمته: تهذيب التهذيب (٤/ ٣٦٠)، التقريب (١/ ٣٥٤)، الكاشف (٢/ ١٤)، تاريخ البخاري الكبير (٤/ ٢٨٦)، الجرح والتعديل (٤/ ١٦٩٢)، أسد الغابة (٢/ ٥٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>