للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروينا من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا: "إِزْرَةُ المسلم إلى نصف الساق ولا حرج. أو لا جناح. فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، من جرَّ إزاره بطرا لم ينظر اللَّه إليه" (١) رواه أبو داود بإسناد صحيح.

وروينا من حديث ابن عمر (٢) قال: "مررت على رسول اللَّه وفي إزاري استرخاء، فقال: "يا عبد اللَّه، ارفع إزارك فرفعته ثم قال: "زِدْ" فزدت، فما زلت أتحرَّاها بعد، فقال بعض القوم: إلى أين؟ فقال: أنصاف الساقين" (٣) رواه مسلم. وعنه مرفوعًا: "من جرَّ ثوبه خيلاء لم ينظر اللَّه إليه يوم القيامة"، فقالت أم سلمة: فكيف يصنعن النساء بذيُولهنَّ؟ قال: "يُرْخين شبرًا"، فقالت: إذًا تنكشف أقدامهنَّ. قال: "فيرخينه ذراعا لا يزدن عليه" (٤) رواه أبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح.

[فصل في فضل الجوع وخشونة العيش جملا تتعلق بذلك.]

وروينا في جامع الترمذي محسَّنا من حديث معاذ بن أنس مرفوعًا: "من ترك اللباس تواضعا للَّه وهو يقدر عليه دعاه اللَّه يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يُخيِّره من أي حُلل الإيمان شاء يَلبَسُها" (٥).


(١) أخرجه أبو داود في سننه (٤٠٩٣) كتاب اللباس، باب ما جاء في إسبال الإزار، وأحمد في مسنده (٣/ ٤٤، ٥٢).
(٢) في حديث ابن عمر قال النووي: أما القدر المستحب فيما ينزل إليه طرف القميص والإزار فنصف الساقين كما في حديث ابن عمر المذكور، وفي حديث أبي سعيد "إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه فيما بية وبين الكعبين، ما أسفل من ذلك فهو في النار" فالمستحب نصف الساقين، والجائز بلا كراهة ما تحت إلى الكعبين، فما نزل عن الكعبين فهو ممنوع. [النووي في شرح مسلم (١٤/ ٥٣) طبعة دار الكتب العلمية].
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه [٤٧ - (٢٠٨٦)] كتاب اللباس والزينة، [٩] باب تحريم جر الثوب خيلاء، وبيان حد ما يجوز إرخاؤه إليه وما يستحب، وأحمد في مسنده (٢/ ٩٦)، والبيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٢٤٤)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٤٣٦٨)، والهيثمي في مجمع الزوائد (٥/ ١٢٣).
(٤) أخرجه أبو داود في سننه (٤١١٧) كتاب اللباس، باب في قدر الذيل، والترمذي في سننه (١٧٣١) كتاب اللباس، باب ما جاء في جر ذيول النساء، والنسائي (٨/ ٢٠٩ - المجتبى)، وفي الكبرى، في الزينة، باب ذيول النساء، وأحمد بن حنبل في مسنده (٦/ ٣١٥)، والزبيدي في الإتحاف (٨/ ٣٤٧)، وعبد الرزاق في مصنفه (١٩٩٨٤)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٤٣٣٥).
(٥) أخرجه الترمذي في سننه (٢٤٨١) كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، باب [٣٩]، وأحمد بن حنبل في مسنده (٣/ ٤٣٩)، والبيهقي في السنن الكبرى (٣/ ٢٧٣)، والحاكم في المستدرك (١/ ٦١، ٤/ ٨٣)، والمنذري في الترغيب والترهيب (٣/ ١٠٧)، والزبيدي في الإتحاف (٨/ ٣٨٢)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>