للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروينا من حديث أبي هريرة مرفوعا (١): "تجدون الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، وتجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه". أخرجاه

وروينا في صحيح البخاري من حديث محمد بن زيد أن أناسا قالوا لجده عبد اللَّه بن عمر إنا ندخل على سلطاننا فنقول لهم بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم.

قال: "كنا نعد هذا نفاقا على عهد رسول اللَّه " (٢).

[فصل في تحريم الكذب]

قال تعالى: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ (٣).

وقال: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (١٨)(٤).

وروينا من حديث ابن مسعود مرفوعا (٥): "إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند اللَّه صديقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار (٦)، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند اللَّه كذابا" أخرجاه.


(١) أخرجه البخاري في صحيحه [٣٤٩٣] [٣٤٩٤] كتاب المناقب، [١٠] باب قوله اللَّه تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات: ١٣]، ومسلم في صحيحه [١٩٩ - (٢٥٢٦)] كتاب فضائل الصحابة، [٤٨] باب خيار الناس. وأحمد في مسنده [٢/ ٥٢٥]، والخطيب في الفقيه والمتفقه [٩/ ١٨].
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه [٧١٧٨] كتاب الأحكام، [٢٧] باب ما يكره من ثناء السلطان وإذا خرج قال غير ذلك.
(٣) سورة الإسراء [٣٦].
(٤) سورة ق [٢٨].
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه [٦٠٩٤] كتاب الأدب، [٦٩] باب قول اللَّه تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (١١٩)﴾ [التوبة: ١١٩] وما ينهي عن الكذب.
ومسلم في صحيحه [١٠٣ - (٢٦٠٧)] كتاب البر والصلة والآداب، [٢٩] باب قبح الكذب وحسن الصدق وفضله. وأحمد في مسنده [١/ ٣٨٤، ٤٣٢]، البيهقي في السنن الكبرى [١٠/ ١٩٦، ٢٤٣].
(٦) قال العلماء: معناه أن الصدق يهدي إلى العمل الصالح الخالص من كل مذموم والبر اسم جامع للخير كله وقيل: البر الجنة ويجوز أن يتناول الحمل الصالح والجنة وأما الكذب فيوصل إلى الفجور وهو الميل من الإستقامة وقيل الانبعاث في المعاصي.
[النووي في شرح مسلم [١٦/ ١٣١] طبعة دار الكتب العلمية].

<<  <  ج: ص:  >  >>