للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مجلس في تحريم الظلم والأمر برد المظالم]

وأصل الظلم وضع الشيء في غير موضعه. ممن أشبه أباه فما ظلم، من استرعى الذنب فقد ظلم.

ثم اشتهر في تعاطي ما لم يأذن به الرب .

قال تعالى: ﴿مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (١٨) يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ﴾ (١).

وقال تعالى: ﴿وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ﴾ (٢) وهو بيان للحميم السالف في الآية التي قبلها.

أي لا حبيب لهم، صديق ولا قريب ولا ودود ولا ناصر لهم، لا بشفاعة ولا بقهر.

وقال تعالى: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾ (٣) الآية.

وقد ذكرنا حديث أبي ذر الطويل: "يا عبادي (٤) "، وفيه وروينا في صحيح مسلم من حديث جابر مرفوعًا: "اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم" (٥).


(١) سورة غافر (١٨/ ١٩).
أي ليس للذين ظلموا أنفسهم بالشرك باللَّه من قريب منهم ينفعهم ولا شفيع يشفع فيهم بل قد تقطعت بهم الأسباب من كل خير ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (١٩)﴾ [غافر: ١٩] يخبر ﷿ عن علمه التام المحيط بجميع الأشياء جليلها وحقيرها صغيرها وكبيرها دقيقها ولطيفها، ليحذر الناس علمه فيهم فيستحيوا من اللَّه تعالى حق الحياء ويتقوه حق تقواه [تفسير بن كثير (٤/ ٧٥)].
(٢) سورة الحج (٧١).
(٣) سورة الأنبياء (٤٧).
(٤) يقصد ما رواه مسلم في صحيحه [٥٥ - (٢٥٧٧)] كتاب البر والصلة والآداب، ١٥ - باب تحريم الظلم عن أبي ذر عن النبي فيما روى عن اللَّه أنه قال: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم. . . الحديث".
(٥) أخرجه مسلم في صحيحه [٥٦ - (٢٥٧٨)] كتاب البر والصلة والآداب، ١٥ - باب تحريم الظلم، =

<<  <  ج: ص:  >  >>