للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مجلس في ذم الدنيا وذكر الموت وقصر الأمل]

قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ﴾ (١) إلى آخر السورة.

وقال تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾ (٢) الآية.

وقال: ﴿وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ﴾ (٣).

وقال: ﴿فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾ (٤). وقال: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (٩٩) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا﴾ (٥). إلى قوله: ﴿يُرْجَعُونَ﴾.

فكل نفس ذائقة الموت وليس إلى الإنسان تدبير مكانه، بلى ولا يعلم بمكانه ولا زمانه قبل حلوله ولا حال حلوله ولا بعده.

وقول المحتضر: ﴿لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ﴾ (٦)، لغو.

وقال من مات: ﴿رَبِّ ارْجِعُونِ﴾ [المؤمنون: ٩٩] (٧). لا فائدة فيه.


(١) سورة المنافقون (٩).
يقول تعالى آمرا لعباده المؤمنين بكثرة ذكره وناهيا لهم عن أن تشغلهم الأموال والأولاد عن ذلك ومخبرا لهم بأنه من النهي بمتاع الحياة الدنيا وزينتها عما خلق له من طاعة ربه وذكره، فإنه من الخاسرين الذين يخسرون أنفسهم وأهليهم يوم القيامة. تفسير ابن كثير (٤/ ٣٧٢، ٣٧٣).
(٢) سورة آل عمران (١٨٥)، والأنبياء (٣٥)، العنكبوت (٥٧).
(٣) سورة لقمان (٣٤).
(٤) سورة النحل (٦١).
(٥) سورة المؤمنون (٩٩).
يخبر تعالى عن حال المحتضر عند الموت من الكافرين أو المفرطين في أمر اللَّه تعالى وقولهم عند ذلك وسؤالهم الرجعة إلى الدنيا ليصلح ما كان أفسده في مدة حياته ولهذا قال: ﴿رَبِّ ارْجِعُونِ (٩٩) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ﴾ وكلا حرف ردع وزجر أي لا نجيبه إلى ما طلب ولا نقبل منه، وقوله تعالى ﴿إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا﴾ [المؤمنون: ١٠٠]، قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم أي لابد أن يقولها لا محالة كل محتضر ظالم. تفسير ابن كثير (٣/ ٢٦٣).
(٦) سورة المنافقون (١٠).
(٧) قال ابن كثير: وقوله لأعمل معه، ولورد لما عمل صالحا ولكان يكذب في مقالته هذه كما قال تعالى. ﴿وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ [الأنعام: ٢٨] قال قتادة: واللَّه ما تمنى أن =

<<  <  ج: ص:  >  >>