للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مجلس في وجوب الزكاة وبيان فضلها وما يتعلق بها]

قال تعالى: ﴿فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾ (١).

وقال: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (٥)(٢).

وقال تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾ (٣).

وروينا من حديث ابن عمر أن رسول اللَّه قال: "بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا اللَّه، وأن محمدًا عبده ورسوله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وحج البيت وصوم رمضان". أخرجاه (٤).


(١) سورة الحج (٧٨)، المجادلة (١٣).
(٢) سورة البينة (٥).
﴿حُنَفَاءَ﴾ أي متحنفين عن الشرك إلى التوحيد كقوله ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل: ٣٦]، ﴿وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾ وهي أشرف عبادات البدن ﴿وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ﴾ وهي الإحسان إلى الفقراء والمحاويج، ﴿وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ أي الملة القائمة العادلة أو الأمة المستقيمة المعتدلة، وقد استدل كثير من الأئمة كالزهري والشافعي بهذه الآية الكريمة على أن الأعمال داخلة في الإيمان تفسير ابن كثير (٤/ ٥٣٧).
(٣) سورة التوبة (١٠٣).
أمر تعالى رسوله بأن يأخذ من أموالهم صدقة يطهرهم ويزكيهم بها وهذا عام وإن أعاد بعضهم الضمير في أموالهم إلى الذين اعترفوا بذنوبهم وخلطوا عملًا صالحًا وآخر سيئًا. ولهذا اعتقد بعض مانعي الزكاة من أحياء العرب أن دفع الزكاة إلى الإمام لا يكون وإنما كان هذا خاصا بالرسول ، ولهذا احتجوا بقوله تعالى ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً﴾ [التوبة: ١٠٣] الآية وقد رد عليهم هذا التأويل والفهم الفاسد أبو بكر الصديق وسائر الصحابة وقاتلوهم حتى أدوا الزكاة إلى الخليفة كما كانوا يؤدونها إلى رسول اللَّه حتى قال الصديق: واللَّه لو منعوني عناقًا -وفي رواية عقالًا-كانوا يؤدونه إلى رسول اللَّه لأقاتلنهم على منعه. تفسير ابن كثير (٢/ ٢٩٤).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه (٨) كتاب الإيمان، ٢ - باب دعاؤكم إيمانكم لقوله تعالى: ﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ﴾ [الفرقان: ٧٧]، ورقم (٤٥١٤) كتاب تفسير القرآن، من سورة البقرة، ٣٠ - باب ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ﴾.
ومسلم في صحيحه [٢١ - (١٦)] كتاب الإيمان ٥ - باب بيان أركان الإسلام ودعائمه العظام. والترمذي (٢٦٠٩)، وأحمد في مسنده (٢/ ٢١، ٩٣/ ١٢٠)، والبيهقي في السنن الكبرى (١/ ٣٥٨) والطبراني في المعجم الكبير (٢/ ٣٧١، ١٢/ ١٧٤)، وابن خزيمة في صحيحه (٣٠٨، ٣٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>