للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مجلس في فضل الأذان]

ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح، لأتوهُما ولو حبوًا" (١).

الاستهام: الاقتراع.

والتهجير: التبكير إلى الصلاة وعدم علمهم يحتمل لعدم تعلُّمِهُم، والظاهر أنه لكلال كثير من الأفهام عما فيه من الفضل الخارج عن الطاقة البعيد عن الحصر والإحصاء. وثبت في صحيح مسلم من حديث معاوية مرفوعًا "المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة" (٢).

أعناقًا: بفتح الهمزة على حقيقته.

ومن رواه بكسرها أراد إسراعًا، ويبعد قوله أطول.

ومن فسره بالأعمال والاتباع فأبعد.

والمراد بيان أنهم سادة، وأن لهم من الكرامة ما يباين حال الخاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي أو من أن يلجمهم العرق، فشأنهم رفيع رحمة لهم وكرمًا.

وروينا في صحيح البخاري (٣) من حديث أبي سعيد الخدري أنه قال لعبد


(١) أخرجه البخاري في صحيحه (٦١٥) كتاب الأذان، ٩ - باب الاستهام في الأذان، ومسلم في صحيحه [١٢٩ - (٤٣٧)] كتاب الصلاة، ٢٨ - باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الأول فالأول منها والازدحام على الصف الأول، والنسائي (١/ ٢٦٩، ٢/ ٢٣ - المجتبى)، والبيهقي في السنن الكبرى (١/ ٢٤٨)، وأحمد في مسنده (٢/ ٢٣٦).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه [١٤ - (٣٨٧)] كتاب الصلاة، ٨ - باب فضل الأذان وهرب الشيطان عند سماعه، وابن ماجه في سننه (٧٢٥)، والبيهقي في السنن الكبرى (١/ ٤٣٣)، وابن حبان في صحيحه (٢٩٣ - الموارد)، وابن شيبة في مصنفه (١/ ٢٢٥)، وعبد الرزاق في مصنفه (١٨٦١)، والهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ٣٢١، ٣٢٧)، والسيوطي في الدر المنثور (٥/ ٣٦٤) والتبريزي في مشكاة المصابيح (٦٥٤).
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه (٦٠٩) كتاب الأذان، ٥ - باب رفع الصوت بالنداء، ورقم (٣٢٩٦) كتاب بدء الخلق، ١٢ - باب ذكر الجن وثوابهم وعقابهم، ورقم (٧٥٤٨) كتاب التوحيد، ٥٢ - باب قول النبي : "الماهر بالقرآن مع الكرام البررة" و"زينوا القرآن بأصواتكم"، وأحمد في مسنده (٣/ ٣٥)، والبيهقي في السنن الكبرى (١/ ٣٩٧، ٤٢٧)، والمنذري في الترغيب والترهيب (١/ =

<<  <  ج: ص:  >  >>