للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروينا من حديث ابن عباس مرفوعًا: "خير الصحابة أربعة، وخير السرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولن يُغلب اثنا عشر ألفا من قلَّة" (١) رواه أبو داود والترمذي وحسَّنه.

فصل في آداب السير والنزول والمبيت والنوم في السفر، واستحباب السرى والرفق في الدواب، ومراعاة مصلحتها وأمر من قصَّر في حقها، وجواز الإرداف على الدابة إذا كانت تطيق ذلك

وروينا من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظَّها من الأرض، وإذا سافرتم في السَّنة فبادروا بها نقيها، وإذا عرستم فاجتنبوا الطريق فإنها طرق الدواب ومأوى الهوام بالليل" (٢) أخرجه مسلم. ومعنى "أعطوا الدواب حظَّها من الأرض": ارفقوا بها في السير لترعى في حال سيرها، والنِّقى: المخ، أي أسرعوا حتى تصلوا المقصد قبل أن تذهب من ضنك السير، والتعريس: النزول في الليل (٣).

وروينا من حديث أبي قتادة قال: "كان رسول اللَّه إذا كان في سفر فعرَّس بليل اضطجع عن يمينه، وإذا عرس قبيل الصبح نصب ذراعه ووضع رأسه على كفه" (٤) أخرجه مسلم. وإنما نصب ذراعه لئلا يستغرق في النوم فتفوت صلاة الصبح عن


= والبيهقي في السنن الكبرى (٥/ ٢٥٧)، والحاكم في المستدرك (٢/ ١٠٢).
(١) أخرجه أبو داود في سننه (٢٦١١) كتاب الجهاد، باب فيما يستحب من الجيوش والرفقاء والسرايا، والترمذي في سننه (١/ ٥٥٥) كتاب السير، باب ما جاء في السرايا، وأحمد في مسنده (١/ ٢٩٤)، والحاكم في المستدرك (١/ ٤٤٣، ٢/ ١٠١).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه [١٧٨ - (١٩٢٦)] كتاب الإمارة، [٥٤] باب مراعاة مصلحة الدواب في السير والنهي عن التعريس في الطريق، وأبو داود في سننه (٢٥٦٩)، والترمذي في سننه (٢٨٥٨) وأحمد في مسنده (٢/ ٣٣٧)، والبيهقي في السنن الكبرى (٥/ ٢٦٥)، وابن خزيمة في صحيحه (٢٥٥٠)
(٣) معنى الحديث الحث على الرفق بالدواب ومراعاة مصلحتها، فإن سافروا في الخصب قللوا لسير وتركوها ترعى في بعض النهار، وفي اثناء السير فتأخذ حظها هن الأرض بما ترعاه منها، وإن سافروا في القحط عجلوا السير ليصلوا المقصد وفيها بقية من قوتها، ولا يقللوا السير فيلحقها الضرر؛ لأنها لا تجد ما ترعى فتضعف ويذهب نقيها، وربما كلت ووقفت. [النووي في شرح مسلم (١٣/ ٥٩، ٦٠) طبعة دار الكتب العلمية].
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه [٣١٣ - (٦٨٣)] كتاب المساجد ومواضع الصلاة، [٥٥] باب قضاء الصلاة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها.

<<  <  ج: ص:  >  >>