للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل في صحبة أهل الخير]

قال تعالى: ﴿قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ﴾ الآية (١).

"وكان يزور أم أيمن، وكذا أبو بكر وعمر بعده". كما أخرجه مسلم (٢) من حديث أنس.

وفيه من حديث أبي هريرة: "أن رجلًا زار أخًا له في قرية أخرى، فأرصد اللَّه على مدرجته ملكًا فلما أتى عليه قال: أين تريد؟

قال: أخًا لي في هذه القرية.

قال: هل له عليك من نعمة تَرُبُّها؟

قال: لا، غير أني أُحبه في اللَّه.

قال: فإني رسول اللَّه إليك بأن اللَّه قد أحبك كما أحببته" (٣).

وفي الترمذي محسنًا من حديثه: "من عاد مريضًا أو زار أخًا في اللَّه، ناداه منادٍ أن طبْتَ وطاب ممشاك، وتبوَّأت من الجنة منزلًا" (٤).

وفي الصحيحين من حديث لأبي موسى: "إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يُحزيكَ وإما أن تبتاع منه، وإمَّا أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير إمَّا أن يحرق ثيابك وإمَّا أن تجد منه ريحًا خبيثة" (٥).


(١) سورة الكهف (٦٦).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه [١٠٣ - (٢٤٥٤)] كتاب فضائل الصحابة، ١٨ - باب من فضائل أم أيمن وقال النووي: فيه زيارة الصالحين وفضلها وزيارة الصالح لمن هو دونه وزيارة الإنسان لمن كان صديقه يزوره ولأهل وُدِّ صَدِيقه وزيارة جماعة من الرجال للمرأة الصالحة وسماع كلامها واستصحاب العالم والكبير صاحبا له في الزيارة والعيادة ونحوهما والبكاء حزنا على فراق الصالحين والأصحاب وإن كانوا قد انتقلوا إلى أفضل مما كانوا عليه واللَّه أعلم. [النووي في شرح مسلم (١٦/ ٨) طبعة دار الكتب العلمية].
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه [٣٨ - (٢٥٦٧)] كتاب البر والصلة والآداب، ١٢ - باب في فضل الحب في اللَّه. وأحمد في مسنده (٢/ ٤٦٢)، والمنذري في الترغيب والترهيب (٣/ ٣٦٣)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٥٠٠٧)، والزبيدي في الإتحاف (٦/ ١٧٦)، والشجري في أماليه (٢/ ١٣٥)، والعراقي في المغني عن حمل الأسفار (٢/ ١٥٧)، والخطيب في تاريخ بغداد (٣/ ٤٠٠، ١١/ ٧٦).
(٤) أخرجه الترمذي في سننه (٢٠٠٨) كتاب البر والصلة، باب ما جاء في زيارة الإخوان والمنذري في الترغيب والترهيب (٣/ ٣٦٤) والزبيدي في الإتحاف (٦/ ١٧٦، ٢٩٦) والشجري في أماليه (٢/ ٢٨٩)، والعراقي في المغني عن حمل الأسفار (٢/ ١٥٧). وذكره الحافظ في الفتح (١٠/ ٥٠٠).
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه (٥٥٣٤) كتاب الذبائح والصيد والتسمية على الصيد، ٣١ - باب =

<<  <  ج: ص:  >  >>