كتاب حدائق الأولياء

مجلس في عيادة المريض وتشييع الميت والصلاة عليه وحضور دفنه والمكث عند قبره بعد دفنه - فصل في الصلاة عليه وتشييعه وحضور دفنه وكراهة اتباع النساء الجنائز - ج: 2 - ص: 67

[فصل في الصلاة عليه وتشييعه وحضور دفنه وكراهة اتباع النساء الجنائز]

قد سبق فصل التشييع.

وروينا من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "من شهد الجنازة حتى يُصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تًدفن فله قيراطان"، قيل: وما القيراطان؟ قال: "مثل الجبلين العظيمين" (١) أخرجاه.

وروينا من حديثه أيضًا مرفوعًا: "من اتبع جنازة مسلم إيمانًا واحتسابًا وكان معه حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها، فإنه يرجع من الأجر بقيراطين كل قيراط مثل أحد، ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط" (٢) رواه البخاري.

وروينا من حديث أم عطية قالت: "نُهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا" (٣) أخرجاه. ومعناه: لم يشدد في النهي كما يشدد في سائر المحرَّمات.

[فصل في استحباب تكثير المصلين على الجنازة وجعلهم صفوفهم ثلاثة فأكثر]

وروينا في صحيح مسلم من حديث عائشة مرفوعًا: "ما من ميت يُصلُّون عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلَّا شفعوا فيه" (٤).

وروينا فيه أيضًا من حديث ابن عباس مرفوعًا: "ما من رجل مسلم يموت فيقوم

---

(١) أخرجه البخاري في صحيحه (١٣٢٥) كتاب الجنائز، [باب من انتظر حتى تدفن، ومسلم في صحيحه [٥٢ - (٩٤٥)] كتاب الجنائز، [١٧] باب فضل الصلاة على الجنازة واتباعها وأحمد في مسنده (٢/ ٤٠١) والبيهقي في السنن الكبرى (٣/ ٤١٢)، والمنذري في الترغيب والترهيب (٤/ ٣١٤).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه (١٣٢٣) كتاب الجنائز، [٥٧] باب فضل اتباع الجنائز، والنسائي (٨/ ١٢١ - المجتبى)، وأحمد بن حنبل في مسنده (٤/ ٣٤١).
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه (١٢٧٨) كتاب الجنائز، [٢٩] باب اتباع النساء الجنائز، ومسلم في صحيحه [٣٤ - (٩٣٨)] كتاب الجنائز، [١١] باب نهي النساء عن اتباع الجنائز، وابن ماجه في سننه (١٥٧٧)، والبيهقي في السنن الكبرى (٤/ ٧٧).
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه [٥٨ - (٩٤٧)] كتاب الجنائز، [١٨] باب من صلى عليه مائة شفعوا فيه، وأحمد في مسنده (٣/ ٢٦٦، ٦/ ٤٠)، والبيهقي في السنن الكبرى (٤/ ٣٠)، والمنذري في الترغيب والترهيب (٤/ ٣٤٣، ٣٤٤)، والزبيدي في الإتحاف (٣/ ٤٠٦، ٣/ ٤٥٦)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (١٦٦١).