للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مجلس في فضل الإحسان إلى المملوك]

قال تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ (١) إلى قوله: ﴿وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾ [النساء: ٣٦] فالإحسان إليهم من مراضي الرب تعالى.

وروينا في الصحيحين من حديث المعرور بن سويد قال (٢): رأيت أبا ذر وعليه حلة وعلى غلامه مثلها، فسألته عن ذلك، قال: نذكر أنه سابَّ رجلا على عهد رسول اللَّه فعيره بأمه، قال: فأتى الرجل النبي فذكر له، فقال النبي : "إنك امرؤ فيك جاهلية، وهم إخوانكم وخولكم، جعلهم اللَّه تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم عليه".

وروينا في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة مرفوعا: إذا أتى أحدكم خادمه بطعام فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمة أو لقمتين، أو أُكْلة أو أُكلتين، فإنه ولي علاجه" (٣).

الأُكلة - بضم الهمزة: اللقمة.

وفي ذلك تعجيل قضاء شهوته والإفاضة على خدمهم بما عالجوه.


= وابن ماجه (٢٥٢٣)، والبيهقي في السنن الكبرى (٦/ ٨١، ١٠/ ٢٧٣)، وأحمد في مسنده (٥/ ١٥٠)، وابن أبي شيبة في مصنفه (٩/ ١٠٨)، والخطيب في تاريخ بغداد (٤/ ٣٢٣).
(١) سورة النساء (٣٦).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه (٢٥٤٥) كتاب العتق، [١٥] باب قول النبي "العبيد إخوانكم فأطعموهم مما تأكلون"، ومسلم في صحيحه [٤٠ - (١٦٦١)] كتاب الإيمان، [١٠] باب إطعام المملوك مما يأكل وإلباسه مما يلبس، ولا يكلفه ما يغلبه، وأبو داود (٥١٥٧)، والترمذي في سننه (٢٨٧١)، وأحمد في مسنده (٥/ ١٦١)، والبيهقي في السنن الكبرى (٨/ ٧)، والزبيدي في الإتحاف (٨/ ٢٤، ٣٧٥)، والألباني في إرواء الغليل (٧/ ٢٣٥).
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه (٢٥٥٧) كتاب العتق، [١٨] باب إذا أتاه خادمه بطعامه، ورقم (٥٤٦٠) كتاب الأطعمة [٥٦] باب الأكل مع الخادم، وأحمد في مسنده (١/ ٤٤٦)، والهيثمي في مجمع الزوائد (٤/ ٢٣٨)، والزبيدي في الإتحاف (٦/ ٣٢٦)، وابن حجر في تلخيص الحبير (٤/ ١٣)، وابن كئير في تفسيره (٢/ ٢٦٤)، ورواه مسلم بلفظ آخر [٤٢ - (١٦٦٣)] كتاب الأيمان [١٠] باب إطعام المملوك مما يأكل وإلباسه مما يلبس، ولا يكلفه ما يغلبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>