للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل فيما يتوهم أنه رياء وليس رياء]

روينا من حديث أبي ذر قال: قيل يا رسول اللَّه أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟

قال: "تلك عاجل بشرى المؤمن" (١) رواه مسلم.

لكن يوهم المدح رياء (يعبد) (٢) ولعله لتوهم أنه جزاء.

[فصل في تحريم النظر إلى المرأة الأجنبية والأمرد الحسن لغير حاجة شرعية]

قال تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾ (٣) الآية.

وقال: ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ﴾ (٤) الآية.

فهو مسئول هل قام بالغرض الثابت فيه أو لا.

وقال تعالى: ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ﴾ (٥).

أي علما نجازي به، وفي ذلك زجر عما هو أبلغ منه.

وقال تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (١٤)(٦).

وروينا من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مُدْرِك ذلك لا محالة؛ فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطأ، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه" (٧) أخرجاه. والسياق لمسلم.


(١) أخرجه مسلم في صحيحه [١٦٦ - (٢٦٤٢)] كتاب البر والصلة والآداب، [٥١] باب إذا أثنى على الصالح فهي بشرى ولا تضره. وأحمد في مسنده [٥/ ١٥٦، ١٥٧، ١٦٨]، والتبريزي في مشكاة المصابيح [٥٣١٧]، وابن أبي شيبة في مصنفه [١١/ ٥٣].
(٢) كذا بالأصل.
(٣) سورة النور [٣٠].
هذا أمر من اللَّه تعالى لعبادة المؤمنين أن يغضوا من أبصارهم عما حرم عليهم فلا ينظروا إلا إلى ما أباح لهم النظر إليه وأن يغمضوا أبصارهم عن المحارم، فإن اتفق أن وقع البصر على محرم من غير قصد فليصرف بصره عنه سريعا. [تفسير ابن كثير (٣/ ٢٩٠)].
(٤) سورة الإسراء [٣٦].
(٥) سورة غافر [١٩].
(٦) سورة الفجر [١٤].
(٧) أخرجه البخاري [٦٦١٢] كتاب القدر، باب [٩]. ومسلم في صحيحه [٢١ - (٢٦٥٧)] كتاب القدر، [٥] باب قدر على ابن آدم حظه من الزنى وغيره. =

<<  <  ج: ص:  >  >>