للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموبقات: المهلكات.

فصل في تغليظ تحريم الرِّبا

قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا﴾ (١) الآية إلى قوله: ﴿وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا﴾ (٢).

والأحاديث فيها كثيرة مشهورة في الصحيح، منها:

حديث أبي هريرة السالف في الباب قبله.

وحديث ابن مسعود: "لعن رسول اللَّه آكل الربا وموكله" (٣) أخرجه مسلم، زاد الترمذي وغيره: "وشاهديه وكاتبه".

[فصل في تحريم الرياء]

قال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ﴾ (٤) الآية.

وقال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ﴾ (٥) الآية.

فالرياء يبطل العمل إبطالا يضرب به المثل، ونضرب بمثله الأمثال.


(١) سورة البقرة (٢٧٥).
(٢) سورة البقرة (٢٧٨).
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه [١٠٥ - (١٥٩٧)] كتاب المساقاة، [١٩] باب لعن آكل الربا وموكله، وأبو داود في سننه (٣٣٣٣) كتاب البيوع، باب في آكل الربا وموكله، والترمذي في سننه (١٢٠٦) كتاب البيوع، باب ما جاء في أكل الربا، والنسائي (٨/ ١٤٧ - المجتبى)، وابن ماجه في سننه (٢٢٧٧)، وأحمد في مسنده (١/ ٨٣)، والبيهقي في السنن الكبرى (٥/ ٢٨٥، ٩/ ٣٣٦)، وابن حبان في صحيحه (١١١٢ - الموارد)، والمنذري في الترغيب والترهيب (١/ ٥٣٩)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٢٨٠٧)، والزبيدي في الإتحاف (٥/ ٤٤٦)، والسيوطي في الدر المنثور (١/ ٣٦٧).
(٤) سورة البينة (٥).
(٥) سورة البقرة (٢٤٦).
أخبر أن الصدقة تبطل بما يتبعها من المن والأذى، فما بقي ثواب الصدقة بخطيئة المن والاذى، ثم قال تعالى: ﴿كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ﴾ [البقرة: ٢٦٤] أي لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كما تبطل صدقة من راءى بها الناس فأظهر لهم أنه يريد وجه اللَّه، وإنما قصده مدح الناس له أو شهرته بالصفات الجميلة ليشكر بين الناس، أو يقال إنه كريم ونحو ذلك من المقاصد الدنيوية مع قطع نظره عن معاملة اللَّه تعالى وابتغاء مرضاته وجزيل ثوابه. [تفسير ابن كثير (١/ ٣١٨)].

<<  <  ج: ص:  >  >>