للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مجلس في كرامات الأولياء وفضلهم]

فيه آيات: قال تعالى: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (٦٣) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾ (١).

تجلى لهم وأكرمهم بنفي الخوف والحزن عنهم، وبين من هم بتقواهم، وأن البشرى في الحياة الدنيا بما يتميزون به من خوارق العادات، ولو وُصفت بهذا لم تنفذ، ﴿لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ﴾ [يونس: ٦٤].

وقال: ﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ﴾ (٢) الآية.

وكان ذلك في غير أوانه، والهز من باب: ﴿ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا﴾ (٣).

وقال: ﴿كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا﴾ (٤) الآية.

يقال: كانت تأتيها فاكهة الشتاء في الصيف وعكسه.

وقال: ﴿وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ﴾ [الكهف: ١٦] إلى قوله: ﴿ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ﴾ (٥). ومن ذلك إلهام أم موسى في أمرها ما هو معروف.


(١) سورة يونس (٦٢ - ٦٤). يخبر تعالى أن أولياءه هم الذين آمنوا وكانوا يتقون كما فسرهم ربهم، فكل من كان تقيا كان للَّه وليا ﴿لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ﴾ [يونس: ٦٢] أي فيما يستقبلونه من أهوال الآخرة ﴿وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة: ٣٨] على ما وراءهم في الدنيا، وقال عبد اللَّه بن مسعود وابن عباس وغير واحد من السلف: أولياء اللَّه الذين إذا رؤوا ذكر اللَّه. [تفسير ابن كثير (٢/ ٤٣٢)].
(٢) سورة مريم (٢٥) أي وخذي إليك بجذع النخلة، وقيل: كانت يابسة، قاله ابن عباس، وقيل: مثمرة، وقال مجاهد: كانت عجوة. [تفسير ابن كثير (٣/ ١٢١)].
(٣) سورة البقرة (٢٦٠).
(٤) سورة آل عمران (٣٧). قال مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وغيرهم: يعني وجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف، وفيه دلالة على كرامات الأولياء وفي السنة لها نظائر كثيرة. [تفسير ابن كثير (١/ ٣٦٠)].
(٥) سورة الكهف (١٦، ١٧). أي إذا فارقتموهم وخالفتموهم بأديانكم في عبادتهم غير اللَّه، ففارقوهم أيضا بأبدانكم: ﴿فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ﴾ [الكهف: ١٦] أي يبسط عليكم رحمة يستركم بها من قومكم، ﴿وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ﴾ الذي أنتم فيه ﴿مِرْفَقًا﴾ [الكهف: ١٦] لأي أمرا ترتفقون به، فعند ذلك خرجوا هربا إلى الكهف، فأووا إليه، ففقدهم قومهم من بين أظهرهم وتطلبهم الملك، فيقال إنه لم يظفر بهم، وعمي اللَّه عليهم خبرهم. [تفسير ابن كثير (٣/ ٧٧)].

<<  <  ج: ص:  >  >>