للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكف الأذى هو الدين الحق والكامل.

وروينا من حديثه أيضًا مرفوعًا: "من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن باللَّه واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يُؤْتى إليه" (١). أخرجه مسلم.

وقد سلف في باب طاعة ولاة الأمور بطوله.

[فصل في النهي عن التقاطع والتباغض والتدابر]

قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ (٢).

والتباغض ينافيها.

وقال تعالى: ﴿أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ (٣).

وقال تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ (٤).

وروينا من حديث أنس أن النبي قال: "لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا، وكونوا عباد اللَّه إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث" (٥). أخرجاه.


= وأحمد في مسنده [٢/ ١٦٣، ١٩٢]، والبيهقي في السنن الكبرى [١٠/ ١٨٧]، والحاكم في المستدرك [١/ ١٠، ٣/ ٥١٧]، وابن حبان في صحيحه [٢٦ - الموارد] وأبو نعيم في حلية الأولياء [٤/ ٣٣٣].
(١) أخرجه مسلم في صحيحه [٤٦ - (١٨٤٤)] كتاب الإمارة، [١٠] باب وجوب الوفاء ببيعه الخلفاء الأول فالأول. وأحمد في مسنده [٢/ ١٦٩]، وابن أبي شيبة في مصنفه [١٥/ ٦، ٧]، والبيهقي في السنن الكبرى [٨/ ١٦٩]، والسيوطي في الدر المنثور [٦/ ٥٦، ٢/ ١٠٧].
(٢) سورة الحجرات [١٠].
(٣) سورة المائدة [٥٤] هذه صفات المؤمنين الكمل؛ أن يكون أحدهم متواضعا لأخيه ووليه متعززا على خصمه وعدوه كما قال تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ [الفتح: ٢٩] وفي صفة رسول اللَّه أنه الضحوك القتال؛ فهو ضحوك لأوليائه قتال لأعدائه. [تفسير ابن كثير (٢/ ٧٢)].
(٤) سورة الفتح [٢٩].
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه [٦٠٧٦] كتاب الأدب، [٦٢] باب الهجرة. ومسلم في صحيحه [٢٣ - (٢٥٥٩)] كتاب البر والصلة والآداب، [٧] باب تحريم التحاسد والتباغض والتدابر. قال النووي: التدابر: المعاداة، وقيل المقاطعة لأن كل واحد يولي صاحبه دبره، والحسد زوال النعمة، وهو حرام، ومعنى كونوا عباد اللَّه إخوانا أي تعاملوا وتعاشروا معاملة الإخوة ومعاشرتهم في المودة والرفق والشفقة والملاطفة والتعاون في الخير ونحو ذلك [النووي في شرح مسلم [١٦/ ٩٤] طبعة دار الكتب العلمية].

<<  <  ج: ص:  >  >>