(٢) أبو بكر نصر بن أحمد بن نصر الدقاق، كان من أقران الجنيد ومن كبار مشايخ مصر، قال الكاساني: لما مات الدقاق انقطعت حجة الفقراء في دخولهم مصر، وكان يقول: آفة المريد ثلاثة أشياء: التزويج، وكتابة الحديث، ومعاشرة الضد، وكان يقول: لا يصلح هذا الأمر إلا لأقوام قد كنسوا بأرواحهم المزبل على رضا منهم واختيار، وكان يقول: عطشت مرة فاستقبلني جندي فسقاني شربة فعادت قساوتها في قلبي ثلاثين سنة. [انظر الطبقات الكبرى للشعراني (١/ ٧٦)]. (٣) في صلاة الاستسقاء ركعتان وهو كذلك بإجماع المثبتين لها، واختلفوا: هل هي قبل الخطبة أو بعدها، فذهب الشافعي والجماهير إلى أنها قبل الخطبة، وقال الليث: بعد الخطبة، وكان مالك يقول به ثم رجع إلى قول الجماهير. قال أصحابنا: ولو قدم الخطبة على الصلاة صحتا ولكن الأفضل تقديم الصلاة كصلاة العيد وخطبتها. (٤) الإيمان مرتبط بالولاية، قال ابن عطاء اللَّه: ربط الولاية بالإيمان ليعرفك عزازة قدر الإيمان وعلو منصبه حتى كان سببا لثبوت ولاية اللَّه للعبد، ولا يفهم من هذه الآية: ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [البقرة: ٢٥٧] اختصاص الولاية بمن وقع منه الإيمان قبل نزول هذا الخطاب لإتيانه بصيغة الماضي، بل المراد أن من قام به الإيمان وجبت ولاية اللَّه له، أي وقت كان ذلك الإيمان. [لطائف المنن لابن عطاء اللَّه (٤٧)].