(٢) رابعة العدوية كانت كثيرة البكاء والحزن وكانت إذا سمعت ذكر النار غشي عليها زمانًا وكانت تقول: استغفارنا يحتاج إلى استغفار وكانت ترد ما أعطاه الناس لها وتقول: مالي حاجة بالدنيا، وكانت بعد أن بلغت ثمانين سنة كأنها شن بال تكاد تسقط إذا مشت وكان كفنها لم يزل موضوعا أمامها، وكان بموضع سجودها وكان موضع سجودها كهيئة الماء المستنقع من دموعها، وسمعت سفيان الثوري يقول واحزناه فقالت له: وا قلة حزناه، ولو كنت حزينا ما هناك العيش. (٣) قال عبد اللَّه بن أحمد، عن أبيه وذكر الشافعي عنده، فقال: ما استفاد منا أكثر مما استفدنا منه. وروى عنه الشافعي لكنه قال: الثقة ولم يسمه وقال عبد اللَّه بن أحمد: قلت لأبي: يا أبة أي رجل كان الشافعي؟ فإنى سمعتك تكثر من الدعاء له؟ فقال: يا بني كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس، فهل لهذين من خلف، أو منهما عوض. وقال أبو داود: ما رأيت أحمد يميل إلى أحد إلا الشافعي، وقال الميموني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ستة أدعو لهم سحرا أحدهم الشافعي. الذهبي في تاريخ الإسلام وفيات (٢٤١ - ٢٥٠) ووفيات (٢٠١ - ٢١٠).