للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففي الأول شرط ومنها بنصحه لسيده، وفي الثاني المصلح نتيجة النصح القلبي، والرابع: أسهلها، والثالث أداء حق اللَّه وحق مواليه، وعليه المدار.

[مجلس في فضل السماحة في البيع والشراء، والأخذ والعطاء وحسن القضاء، وإرجاح المكيال والميزان، والنهي عن التطفيف، وفضل إنظار الموسر للمعسر والوضع عنه]

قال تعالى: ﴿وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ (١) أي فيجازي عليه بكل ذرة خيرا منها. وسرح (. . . .) (*) به، ومبالغة عليم وتأكيدان، وذكر الاسم (. . . . .) (*) وذلك. وقال تعالى: ﴿وَيَاقَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ﴾ [هود: ٨٥] (٢). وقال تعالى: ﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (١)[المطففين: ١] الآية.

وروينا في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رجلا أتى النبي يتقاضاه، فأغلظ له، فهم به أصحابه، فقال رسول اللَّه : "دعوه فإن لصاحب الحق مقالا" ثم قال: "أعطوه سنا مثل سنه" قالوا: يا رسول اللَّه لا نجد إلا أمثل من سنه، فقال: أعطوه فإن خيركم أحسنكم قضاء" (٣).

وروينا في صحيح البخاري من حديث جابر مرفوعا: "رحم اللَّه رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى" زاد غيره: "وإذا اقتضي له" (٤).


= عليه، وأن له أجرين لقيامه بالحقين ولانكساره بالرق، وأما قول أبي هريرة: "لولا الجهاد في سبيل اللَّه والحج وبر أمي لأحببت أن أموت وأنا مملوك" فيه أن المملوك لا جهاد عليه ولا حج لأنه غير مستطيع، وأراد ببر أمه القيام بمصلحتها في النفقة والمؤن والخدمة، ونحو ذلك مما لا يمكن فعله من الرقيق. [النووي في شرح مسلم (٢/ ١١٣) طبعة دار الكتب العلمية].
(١) سورة البقرة (٢١٥).
(*) كلمة غير واضحة بالأصل.
(٢) سورة هود (٨٥).
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه (٢٣٠٦) كتاب باب الوكالة في قضاء الديون، [٦] باب الوكالة في قضاء الديون، ومسلم في صحيحه [١٢٠ - (١٦٠١)] كتاب المساقاة، [٢٢] باب من استسلف شيئا فقضى خيرا منه، و"خيركم أحسنكم قضاء"، والترمذي في سنه (١٣١٧)، وأحمد في مسنده (٢/ ٤١٦، ٦/ ٢٦٨)، والبيهقي في السنن الكبرى (٥/ ٣٥١، ٦/ ٢٠، ٢١)، والهيثمي في مجمع الزوائد (٤/ ١٣٩).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه (٢٠٧٦) كتاب البيوع، [١٦] باب السهولة والسماحة في الشراء والبيع، ومن طلب حقا فليطلبه في عفاف، والترمذي في سننه (١٣٢٠)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٢٧٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>