للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاستتبعني إلى السوق، فقلت له: ما تصنع بالسوق؟ وأنت لا تقف على البيع ولا تسأل عن السلع ولا تسوم بها ولا تجلس في مجالس السوق، وأقول: اجلس بنا ههنا نتحدَّث. فقال: يا أبا بطن. وكان الطُفيل ذا بطن. إنما نغدوا من أجل السلام، نسلِّم على من لقينا". رواه مالك في الموطأ بإسناد صحيح.

فصل في كيفيته (١)

يستحب أن يقول المبتديء به: السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته، فيأتي بضمير الجمع وإن كان المسلَّم عليه واحدا، ويقول المجيب: وعليكم السلام ورحمة اللَّه وبركاته، فيأتي بواو العطف في قوله: وعليكم.

وروينا من حديث عمران بن الحصين قال: "جاء رجل إلى النبي فقال: السَّلام عليكم. فردَّ عليه ثم جلس، فقال النبي : "عشر". ثم جاء آخر فقال: السَّلام عليكم ورحمة اللَّه. فردَّ عليه فجلس، فقال: "عشرون". ثم جاء آخر فقال: السَّلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته. فردَّ عليه، فجلس، فقال: "ثلاثون" (٢) رواه أبو داود والترمذي وحسَّنه.

وروينا من حديث أنس: كان النبي إذا تكلَّم بكلمة أعادها ثلاثا حتى نفهم عنه، وإذا أتى على قوم فسلَّم عليهم سلَّم عليهم ثلاثًا" (٣) رواه البخاري. وهو


= ترجمته: تهذيب التهذيب (٥/ ١٤)، تقريب التهذيب (١/ ٣٧٨)، والكاشف (٢/ ٤٢)، تاريخ البخاري الكبير (٤/ ٣٦٤)، والجرح والتعديل (٤/ ٢١٥١)، الثقات (٤/ ٣٩٧).
(١) قوله : "أفشوا السلام بينكم" فيه الحث العظيم على إفشاء السلام وبذله للمسلمين كلهم من عرفت ومن لم تعرف. والسلام أول أيباب التآلف ومفتاح استجلاب المودة، وفي إفشائه تمكن ألفة المسلمين بعضهم لبعض، واظهار شعارهم المميز لهم من غيرهم من أهل الملل، مع ما فيه من رياضة النفس لزوم التواضع واعظام حرمات المسلمين. [النووي في شرح مسلم (٢/ ٣١) طبعة دار الكتب العلمية].
(٢) أخرجه أبو داود في سننه (٥١٩٥) كتاب الأدب، باب كيف السلام، والترمذي (٢٦٨٩) كتاب الاستئذان، باب ما ذكر في فضل السلام، وأحمد في مسنده (٤/ ٣٣٩، ٤٤٠)، والطبراني في المعجم الكبير (١٨/ ١٣٤)، والمنذري في الترغيب والترهيب (٣/ ٤٢٨، ٤٢٩)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٤٦٤٤)، والهيثمي في مجمع الزوائد (٨/ ٣١)، وابن الجوزي في العلل المتناهية.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه (٩٤، ٩٥) كتاب العلم، [٣١] باب من أعاد الحديث ثلاثا ليفهم عنه، ورقم (٦٢٤٤) كتاب الاستئذان، [١٣] باب التسليم والاستئذان ثلاثًا، والحاكم في مستدركه (٤/ ٢٧٣)، وأحمد بن حنبل في مسنده (٣/ ٢١٣)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٢٠٨)، والقرطبي في تفسيره (١٢/ ٢١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>