للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل]

قال الشيخ عبد اللَّه العباد: إني كنت في مسجد عبادان بعد صلاة العشاء، وفي الصف ثلاثة نفر قد صلوا معنا، ثم خرجوا نحو البحر، فوقع لي أنهم أولياء، فتبعتهم.

فلما جاءوا إلى البحر امتد لهم فيه مثل الشراك من فضة، فمروا عليه (١)، فوضعت وجلي لأتبعهم فغاصت في الماء، فقعدت أبكي، ثم انصرفت إلى المسجد، فلما كان وقت الصبح إذا هم في الصف الأول، فجلسوا في المسجد إلى أن صلوا العشاء ثم خرجوا نحو البحر، فجرى كما جرى لي ولهم أولا، فقعدت أبكي، فمضوا وانصرفت إلى المسجد.

فلما كان في اليوم الثالث إذا بهم في الصف الأول، فقلت لنفسي: يا نفس منك أنفت، لو كان فيك خير لمررت معهم، وعلم اللَّه صدقي، فمروا في الماء فمررت معهم.

وأخذ واحد منهم بيدي، وإذا بهم سبعة أنفس، كل ثلاث ليال ينزل عليهم سبع سمكات، وكانت الليلة ثالثة، وإذا بمائدة عليها ثمان سمكات، فقعدت معهم آكل، فقلت لواحد منهم: لو كان لنا ملح؟ فقال لي: أُوه أنت منهم؟! فأخذ بيدي ولم أرهم.

[فصل]

عن إبراهيم بن أدهم قال: مررت براعي غنم، فقلت له: هل عندك شربة من ماء أو من لبن؟ قال: نعم، أيهما أحب إليك؟

قلت: الماء، فضرب بعصاه حجرًا صلدًا لا صدع فيه، فانبجس الماء (٢)، قال: فشربت منه، فإذا هو أبرد من الثلج وأحلى من العسل، فبقيت متعجبًا، فقال الراعي: لا تعجب فإن البد إذا أطاع مولاه أطاعه كل شيء.


(١) حدث هذا للعلاء الحضرمي لما وجهه النبي إلى البحرين واعترضهم الماء فسموا اسم اللَّه وعبروا عليه، وقد تقدم فانظره.
(٢) قال تعالى في أمره لموسى : ﴿وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (٦٠)﴾ [البقرة: ٦٠] قال ابن عباس: جعل بين ظهرانيهم حجرا مربعا وأمر موسى. عصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا من كل ناحية منه، وأعلم كل سبط عينهم يشربون منها. [تفسير ابن كثير (١/ ١٠٠)].

<<  <  ج: ص:  >  >>