للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يرون شيئًا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة" (١).

وفيه محسنًا من حديث أبي هريرة مرفوعًا: إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامه من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب ﷿: انظروا أهل لعبدى من تطوع؟ فيكمل بها ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك" (٢) وحاصلها أن الصلاة أفضل الأعمال وأحد مباني الإسلام ودعائمه العظام، وعصم الدم والمال، وثانية التوحيد فيما يدعى إليه الأنام وتركها كُفر، وهو بين الكُفر والشرك (٣)، وفسادها سبب الخيبة والخسران.

[فصل في فضل الصف الأول]

والأمر بإتمام الصفوف الأول وتسويتها والتراص فيها.

روينا في صحيح مسلم من حديث جابر بن سمرة قال: خرج علينا رسول اللَّه فقال: "ألا تصفون كما تُصف الملائكة عند ربها؟ " فقلنا: يا رسول اللَّه، وكيف تُصف الملائكة عند ربها؟ قال: "يُتمون الصفوف الأول، ويتراصون في الصف" (٤).

وروينا في الصحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يَجدُوا إلا أن يستهمُوا عليه لاستهمُوا" (٥).


(١) أخرجه الترمذي في سننه (٢٦٢٢) كتاب الإيمان، باب ما جاء في ترك الصلاة.
(٢) أخرجه الترمذي في سننه (٤١٣) في الصلاة باب ما جاء أن أول ما يحاسب به العبد اليوم القيامة الصلاة، والنسائي (١/ ٢٣٣ - المجتبى)، والبيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٣٨٧)، والحاكم في المستدرك (١/ ٢٦٣)، والسيوطي في الدر المنثور (١/ ٢٥٦) والمنذري في الترغيب والترهيب (١/ ٣٤٢)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (١٣٣٠، ١٣٣١) والزبيدي في إتحاف السادة المتقين (٣/ ١٦٩).
(٣) معنى بينه وبين الشرك ترك الصلاة أن الذي يمنع من كفره كونه لم يترك الصلاة، فإن تركها لم يبق بينه وبين الشرك حائل، بل دخل فيه، ثم إن الشرك والكفر قد يطلقان بمعنى واحد وهو الكفر باللَّه تعالى، وقد يفرق بينهما فيخص الشرك بعبدة الأوثان وغيرها من المخلوقات مع اعترافهم باللَّه تعالى ككفار قريش، فيكون الكفر أعم من الشرك واللَّه أعلم. [النووي في شرح مسلم (٢/ ٦٢) طبعة دار الكتب العلمية].
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه [١١٩ - (٤٣٠)] كتاب الصلاة، ٢٧ - باب الأمر بالسكون في الصلاة، والنهي عن الإشارة باليد ورفعها عند السلام.
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه (٦١٥) كتاب الأذان، ٩ - باب الاستهام في الأذان، ومسلم في صحيحه [١٢٩ - (٤٣٧)] كتاب الصلاة ٢٨ - باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الأول فالأول =

<<  <  ج: ص:  >  >>