للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن أبي هريرة مرفوعًا: "من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها، فليكفر عن يمينه، وليفعل الذي هو خير" (١) أخرجه مسلم.

وعن أبي موسى أن رسول اللَّه قال: "إني واللَّه إن شاء اللَّه لا أحلف على يمين فأرى خيرا منها إلا كفَّرت عن يميني، وأتيت الذي هو خير" (٢) أخرجاه.

وهو غاية في التأسي.

وروينا من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "لأن يلّجَّ أحدكم بيمينه في أهله، آثَمُ عند اللَّه من أن يعطي كفارته التي فرض اللَّه عليه" (٣) أخرجاه.

ويلج: بفتح اللام وتشديد الجيم يتمارى فيها، ولا يكفر.

وآثم: بالثاء الثلثة أكبر إثما، وهو دافع لشبهة متوسوس من تحليل يمين عقدها، فإن الذي فرَّ منه توقعه في أشد منه، فإن التحلل فيه فعل الخير، وفعل الكفارة المحللة ليعطيه اليمين، والأخذ برخصة اللَّه المحبوبة لديه والقيام بفرض فرضه اللَّه عليه، مع فوائد التأسي النبوي.

[فصل في العفو عن لغو اليمين وأنه لا كفارة فيه]

وهو ما يجري على اللسان بغير قصد اليمين: كلا واللَّه، وبلى واللَّه ونحو ذلك.

قال تعالى: ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ﴾ (٤).

في قول الرجل: "لا واللَّه، بلى واللَّه. . . " رواه البخاري (٥).


(١) أخرجه مسلم في صحيحه [١٢ - (١٦٥٠)] كتاب الأيمان، [٣] باب ندب من حلف يمينا فرأى غيرها خيرا منها، أن يأتي الذي هو خير ويكفر عن يمينه. والترمذي [١٥٣٠]، وابن ماجه [٢١٠٨].
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه [٦٦٨٠] كتاب الأيمان والنذور، [١٨] باب اليمين فيما لا يملك وفي المعصية وفي الغضب. ومسلم في صحيحه [٧ - (١٦٤٩)] كتاب الأيمان، [٣] باب ندب من حلف يمينا فرأى غيرها خبرا منها، أن يأتي الذي هو خير ويكفر عن يمينه.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه [٦٦٢٥] كتاب الأيمان والنذور، [١] باب قول اللَّه تعالى: ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ﴾ [المائدة: ٨٩]. الآية، ومسلم في صحيحه [٢٦ - (١٦٥٥)] كتاب الإيمان، [٦] باب النهي عن الإصرار على اليمين فيما يتأذى به أهل الحالف مما ليس بحرام، والبيهقي في السنن الكبرى (١/ ٣٢)، والسيوطي في الدر المنثور [١/ ٢٦٨]، والقرطبي في تفسيره [٦/ ٢٨١].
(٤) سورة المائدة [٨٩].
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه [٦٦٦٣] كتاب الأيمان والنذور، [٤] باب ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (٢٢٥)﴾، عن عائشة ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ﴾ [البقرة: ٢٢٥] قال: قالت أنزلت في قوله: لا واللَّه وبلى واللَّه.

<<  <  ج: ص:  >  >>