للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه الأحاديث خلاصتها حُملت على جلب المنافع ورفع المضار (١) فالأول إعداد المنزل وياله من لذَّة.

وفي الحديث الثاني رفع الدرجات وما أعظمه من ملذة، وفي الثالث تكثير الحسنات، وكذا الرابع وهو أعم من المشى والركوب، وفي الخامس أن بُعد المشى يحصل للفوز بالأجر ودفع المضار كما في الحديث السادس؛ لأن بالنون يحصل دفع حرف السقوط في المهاوي.

وكذا السابع، فيحصل دفع المضار بمحو الخطايا وهو كالأساس لشمول المحو، ما إذا كان لسبب البعد، وبسبب التكرير مرة بعد أخرى، وفي الأخير يحصل به لسان صدق، وفي ضمنه كف اللسان عما يجب كفه عن أهل الإيمان واللَّه الهادي لقوى الأركان.

[فصل في انتظار الصلاة]

قد أسلفنا حديث أبي هريرة فيه آنفًا.

وروينا في الصحيحين من حديثه أيضًا مرفوعًا: "لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة" (٢).

وروينا في صحيح البخاري من حديثه أيضًا مرفوعًا: "الملائكة تُصلي على أحدكم ما دام في مصلاه ما لم يحدث: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه" (٣).


= المكاره، والترمذي (٥١)، والبيهقى في السنن الكبرى (٣/ ٦٢)، وابن خزيمة في صحيحه.
(١) قال النووي في قوله : "ألا أدلكم على ما يمحو اللَّه به الخطايا ويرفع به الدرجات": قال القاضي عياض: محو الخطايا كناية عن غفرانها قال: ويحتمل محوها من كتاب الحفظة ويكون دليلًا على غفرانها. ورفع الدرجات إعلاء المنازل في الجنة. وإسباغ الوضوء إتمامه والمكاره بشدة البرد وألم الجسم ونحو ذلك. وكثرة الخطا تكون ببعد الدار وكثرة التكرار. وانتظار الصلاة بعد الصلاة.
[النووي في شرح مسلم (٣/ ١٢) طبعة دار الكتب العلمية].
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه (٦٥٩) كتاب الأذان، ٣٦ - باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد، ومسلم في صحيحه [٢٧٥ - (٦٤٩)] كتاب المساجد ومواضع الصلاة، ٤٩ - باب فضل صلاة الجماعة وانتظار الصلاة، والبيهقي في السنن الكبرى (٣/ ٦٥)، والمنذري في الترغيب والترهيب (١/ ٢٨١).
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه (٤٤٥) كتاب الصلاة، ٦١ - باب الحدث في المسجد، وأبو داود في سننه (٤٦٩) كتاب الصلاة، وباب في فضل القعود في المسجد، وأحمد في مسنده (٢/ ٣١٢، ٤٨٦)، والبيهقي في السنن الكبرى (٢/ ١٨٦)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (٨/ ١٣٢)، والزبيدي في الإتحاف (٢/ ٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>