للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليغتسل، فجاء لص فأخذ ثيابه ومشى، فبعد ساعة رجع اللص بالثياب وقد جفت يده، فلبس النوري ثيابه وقال: إلهي وسيدي، رددت علي ثيابي فاردد عليه يده. قال: فعوفي ومشى في سبيله.

[فصل]

قيل: قصد جماعة من الفقهاء زيارة بعض الشيوخ، فلما أتوه صلوا خلفه، فسمعوه يلحن في قراءته، فتغير اعتقادهم فيه، فلما ناموا أجنبوا تلك الليلة كلهم، فخرجوا في السحر يغتسلون، ووضعوا ثيابهم عند بركة ماء هناك ونزلوا في الماء، فجاء الأسد فجلس على ثيابهم ولاقوا شدة من شدة البرد.

فجاء الشيخ وأخذ بأذن الأسد وقال: ما قلت لك لا تتعرض لضيفاني؟ ثم قال لهم: أنتم اشتغلتم بإصلاح الظاهر فخفتم الأسد، ونحن اشتغلنا بإصلاح الباطن فخاف منا الأسد.

[فصل]

قال سفيان الثوري: خرجت حاجًا أنا وشيبان الراعي، فلما سرنا ببعض الطريق فإذا نحن بأسد قد عارضنا، فقلت لشيبان: أما ترى هذا الكلب قد عرض لنا؟ فقال: لا تخف يا سفيان، فما هو إلا أن سمع الأسد كلامه بصبص وحرك ذنبه مثل الكلب، والتفت إليه شيبان وعرك أذنه، فقلت له: ما هذه الشهرة (١)؟ فقال أي شهرة هذه يا ثوري ولا كرامة؟! الشهرة ما حملت مزاري إلى مكة إلا على ظهره.

[فصل]

حكي عن بعضهم أنه كان في بعض الجبال، وكان إذا أصابه المطر والبرد يأتيه بعض الأسود ويركن عليه ويدفيه.

[فصل]

عن محمد بن المنكدر (٢) قال: قال لي سفينة مولى رسول اللَّه : ركبت سفينة فانكسرت وتعلقت بشيء منها حتى خرجت إلى جزيرة: فإذا فيها أسد، فقلت: أبا


(١) شَهَرَ شهرًا وشُهرة: أعلنه وأذاعه، واشتهر الأمر: انتشر.
(٢) محمد بن المنكدر بن عبد اللَّه بن الهدير بن عبد العزى، بن عامر بن الحارث، أبو عبد اللَّه أبو بكر التيمي المدني القرشي، ثقة فاضل، أخرج له الستة، توفي سنة (١٣٠). ترجمته: تهذيب التهذيب (٩/ ٤٧٣)، تقريب التهذيب (٢/ ٢١٠)، الكاشف (٣/ ١٠٠)، التاريخ الكبير للبخاري (١/ ٢١٩) الوافي بالوفيات (٥/ ٧٨)، سير الأعلام (٥/ ٣٥٣)، الجرح والتعديل (٨/ ٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>