ثم يبدأ في سرد الأحاديث النبوية من كتب الصحاح الستة ومعها بعض الكتب الأخرى، إلا أنه قد ركز على كتب الصحاح الستة، وبدأ بالصحيحين ثم السنن الأربعة: أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، ثم ينتقل إلى ذكر حكايات عن الصالحين متخللة للنوادر والأشعار والفوائد، وقد وصل عدد الأحاديث المذكورة نحوًا من ألفي حديث، ومن الحكايات نحو ستمائة، مع النوادر والأشعار والآثار.
وكل ذلك في سرد جميل ورائع ومفيد ليتمكن المتناول الموضوع من الإحاطة به من شتى جوانبه.
التعريف بالمصنف: قال في معجم المؤلفين (٧/ ٢٩٧):
الإمام عمر بن علي بن أحمد بن محمد بن عبد اللَّه الأنصاري الوادياشي الأندلسي التكروري الأصل الوادباشي الأندلسي المصري الشافعي، ويعرف بابن الملق سراج الدين أبي حفص، فقيه أصولي محدث حافظ مؤرخ مشارك في بعض العلوم.
ولد في القاهرة في ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة، وتوفي في ستة عشر ربيع الأول سنة أربع وثمانمائة، ودفن بحوش الصوفية خارج باب النصر -رحمه اللَّه تعالى- وجعل الجنة مثواه (١).
[مؤلفاته]
تدل مؤلفاته العديدة على سعة علمه في جميع المعارف والعلوم، فأولى علومه الحديث ثم الفقه، وقد أخذ عن شيوخ عصره ومهر فيها ووصفه فضلاء عصره بالحفظ ونحوه من الصفات العلمية، ودخل دمشق سنة سبعين وسبعمائة، فمن مصنفاته الكثيرة: الإشارات إلى ما وقع في المنهاج للنووي، ومختصر مسند أحمد، وشرح ألفية ابن مالك في النحو، وشرح الوصول إلى علم الأصول، وإذا أردت المزيد فانظر مقدمة المؤلف والتي تصدرت الكتاب، وقد تعرضت لترجمة قيمة له، وأظنها من المخطوط الذي في القرون التالية، وأكثر ظني في القرن الحادي عشر عند كتابة هذا المخطوط، كما هو مذكور في آخر المخطوط.
[خطة العمل بالكتاب]
١. تفسير الآيات القرآنية الواردة فيه.
(١) ترجمته: معجم المؤلفين (٧/ ٢٩٧)، الضوء اللامع (٦/ ١٠٠)، إيضاح المكنون (١/ ١٥٣)، شذرات الذهب (٧/ ٤٤)، حسن المحاضرة (١/ ٢٤٩)، طبقات الشافعية (٩٠، ٩١).