٢ - تخريج الأحاديث الواردة بالنص مع شرح بعضها، واعتمدنا بدرجة كبيرة على شرح مسلم للإمام النووي.
٣ - ترجمة بعض الرجال مع نبذة مختصرة عنهم ومصادر ترجمتهم.
٤ - توضيح معاني الكلمات الغريبة الواردة في الأشعار والحكايات والنوادر وغيرها.
٥ - التعليق على على بعض الحكايات الواردة، وخاصة الواردة عن الأولياء، وخاصة الصوفية منهم؛ لأن في بعض الحكايات لهم شطحات، قال ابن قيم الجوزية في شرح كتاب الهروي (ص ٢٠): هذه الشطحات أوجبت فتنة على طائفتين من الناس؛ أحدهما حجب عن محاسن هذه الطائفة، ولطف نفوسهم وصدق معاملاتهم، فأهدروها لأجل هذه الشطحات وأنكروها غاية الإنكار وأساءوا الظن بها مطلقا، وهذا عدوان وإسراف، فلو كان من أخطأ أو غلط تُرِكَ جملة وأهدرت محاسنه لفسدت العلوم والصناعات والحكم وتعطلت معالمها.
والثانية: حجبوا بما رأوه من محاسن القوم، وصفاء قلوبهم وصحة عزائمهم وحسن معاملتهم على عيوب شطحاتهم ونقصانها، فسحبوا عليها ذيل المحاسن وأجروا عليها حكم القبول والانتصار، وهؤلاء معتدون مفرطون.
وقال ابن القيم أيضا: ويجب على أهل العدل والإنصاف الذين أعطاهم اللَّه الفهم أن يعطوا كل ذي حق حقه من بيان خطأ أهل الشطحات، وأن ينزلوا لكل ذي منزلة منزلته؛ فلا يحكموا للصحيح بحكم السقيم المعلول، ولا للمعلول السقيم بحكم الصحيح.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى (١١/ ١٧):
الصوفيون قد يكونون من أجل الصديقين بحسب زمانهم فهم من أكمل صديقي زمانهم، والصديق في العصر الأول أكمل منهم، والصديقون درجات وأنواع. ثم يقول بعد ذلك:
ولأجل ما يقع في كثير من الاجتهاد والتنازع فيه، تنازع الناس في طريقهم فطائفة ذمت الصوفية والتصوف، وقالوا: إنهم مبتدعون خارجون عن السنة، وطائفة غالت فيهم وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء، وكلا طرفي هذه الأمور ذميم، والصواب أنهم مجتهدون في طاعة اللَّه كما اجتهد غيرهم من أهل الطاعة.
فالصوفية الحقة أناس مجتهدون في طاعة اللَّه كما غيرهم من أهل الطاعة ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده، وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين، وفي كل